الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5313 [ ص: 518 ] (باب في التثاؤب في الصلاة وكظمه )

                                                                                                                              وذكره النووي في: (باب تشميت العاطس، وكراهة التثاؤب )

                                                                                                                              في الجزء الخامس من شرحه لمسلم .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 122- 123 ج18 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن سهيل بن أبي صالح، ، عن ابن أبي سعيد الخدري، ، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تثاوب أحدكم في الصلاة، فليكظم ما استطاع. فإن الشيطان يدخل " ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي سعيد الخدري ) رضي الله عنه؛ (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تثاوب" ) . وفي بعض النسخ "تثاءب" بالمد مخففا. وفي أكثرها كما هنا بالواو. وقال ثابت: لا يقال: (تثاءب ) بالمد. بل "تثأب" بتشديد الهمز.

                                                                                                                              قال ابن دريد: أصله من (تثأب الرجل ) بالتشديد، فهو (مثوب )

                                                                                                                              إذا استرخى و كسل.

                                                                                                                              [ ص: 519 ] قال الجوهري: (تثاءبت ) بالمد على "تفاعلت"، ولا يقال: "تثاوبت". "أحدكم في الصلاة، فليكظم ما استطاع"، الكظم: هو الإمساك.

                                                                                                                              قال أهل العلم: أمر بكظم التثاوب، ورده، ووضع اليد على الفم، لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته، ودخوله فمه، وضحكه منه. كما يأتي في آخر الحديث.

                                                                                                                              "فإن الشيطان يدخل" وفي رواية أخرى عنه رضي الله عنه: "فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل" وفي حديث أبي هريرة عند مسلم : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: "التثاؤب من الشيطان" ) . أي من كسله وتسببه. وقيل: أضيف إليه لأنه يرضيه.

                                                                                                                              "والتثاوب" يكون غالبا مع ثقل البدن، وامتلائه، و استرخائه، وميله إلى الكسل.

                                                                                                                              وإضافته إلى الشيطان، لأنه الذي يدعو إلى الشهوات.

                                                                                                                              والمراد: التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك.




                                                                                                                              الخدمات العلمية