الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8110 ) مسألة ; قال : ( ومن حلف أن لا يكلمه حينا ، فكلمه قبل الستة أشهر ، حنث ) . وجملة ذلك أنه إذا حلف لا يكلمه حينا ، فإن قيد ذلك بلفظه أو بنيته بزمن ، تقيد به ، وإن أطلقه ، انصرف إلى ستة أشهر . روي ذلك عن ابن عباس . وهو قول أصحاب الرأي . وقال مجاهد ، والحكم ، وحماد ، ومالك : هو سنة ; لقوله الله تعالى : { تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها } . أي كل عام .

                                                                                                                                            وقال الشافعي ، وأبو ثور : لا قدر له ، ويبر بأدنى زمن ; لأن الحين اسم مبهم يقع على القليل والكثير ، قال الله تعالى : { ولتعلمن نبأه بعد حين } . قيل : أراد يوم القيامة . وقال : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر } . وقال : { فذرهم في غمرتهم حتى حين } . وقال : { حين تمسون وحين تصبحون } . ويقال : جئت منذ حين . وإن كان أتاه من ساعة . ولنا ، أن الحين المطلق في كلام الله - تعالى - أقله ستة أشهر .

                                                                                                                                            قال عكرمة ، وسعيد بن جبير ، وأبو عبيد في قوله تعالى : { تؤتي أكلها كل حين } : إنه ستة أشهر . فيحمل مطلق كلام الآدمي على مطلق كلام الله - تعالى ، ولأنه قول ابن عباس ، ولا نعلم له مخالفا في الصحابة ، وما استشهدوا به من المطلق في كلام الله - تعالى ، فما ذكرناه أقله ، فيحمل عليه ; لأنه اليقين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية