الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل - : وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض ؛ أي : ومثل ما وصفنا من قصة إبراهيم؛ من قوله لأبيه ما قال؛ نريه ملكوت السماوات والأرض؛ أي : القدرة التي تقوى بها دلالته على توحيد الله - جل وعز -؛ وتقول في الكلام لمن فعل بك خيرا؛ أو شرا : " كذلك أجزيك " ؛ ومعنى قوله : وليكون من الموقنين ؛ أي : نريه ملكوت السماوات والأرض لما فعل؛ وليثبت على اليقين؛ و " الملكوت " ؛ بمنزلة " الملك " ؛ إلا أن " الملكوت " ؛ أبلغ في اللغة من " الملك " ؛ لأن الواو والتاء تزادان للمبالغة؛ ومثل " الملكوت " : " الرغبوت " ؛ و " الرهبوت " ؛ ووزنه من الفعل " فعلوت " ؛ وفي المثل : " رهبوتي خير من رغبوتي " ؛ وهذا كقولهم : " أو فرقا خيرا من حب " ؛ ومن روى " رهبوتي خير من رحموتي " ؛ فمعنى صحيح؛ يحقق من اللسان أن تكون له هيبة ترهب بها خير من أن يرحم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية