الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 36 ] [ ص: 37 ] [ ص: 38 ] ذكر الأمر بمحبة عائشة إذ المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يحبها

                                                                                                                          7105 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا ابن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : اجتمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلن فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلن لها : قولي له : إن نساءك قد اجتمعن إلي وهن يسألنك العدل في بنت أبي قحافة ، قالت عائشة : فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو معي في مرط ، فقالت له : إن نساءك أرسلنني إليك وقد اجتمعن وهن ينشدنك العدل في بنت أبي قحافة ، فقال صلى الله عليه وسلم : أتحبيني ؟ قالت : نعم ، قال : فأحبيها ، فرجعت إليهن فأخبرتهن بما قال لها ، فقلن : إنك لم تصنعي شيئا ، فارجعي إليه ، فقالت : لا ، والله لا أرجع إليه فيها أبدا ، وكانت بنت أبيها حقا .

                                                                                                                          فأرسلن زينب بنت جحش ، قالت عائشة : وهي التي كانت تساميني من بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : إن أزواجك أرسلنني إليك وهن ينشدنك العدل في بنت أبي قحافة ، ثم أقبلت علي [ ص: 39 ] فشتمتني ، فسكت أراقب النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنظر إلى طرفه هل يأذن لي أن أنتصر منها ، فلم يتكلم ، فشتمتني حتى ظننت أنه لا يكره أن أنتصر منها ، فاستقبلتها فلم ألبث أن أفحمتها ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها بنت أبي بكر ، قالت عائشة : ولم أر امرأة قط أكثر خيرا ، وأكثر صدقة ، وأوصل للرحم ، وأبذل لنفسها في شيء تتقرب به إلى الله جل وعلا من زينب ما عدا سورة من غرب حدة كان فيها يوشك منها الفيئة
                                                                                                                          .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية