الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4407 [ ص: 461 ] 2 - باب: قوله: وكان عرشه على الماء [هود: 7]

                                                                                                                                                                                                                              4684 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك" وقال: "يد الله ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار" وقال: "أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع". [7496، 7419، 7411، 5352 - مسلم: 993 -فتح: 8 \ 352]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              اعتراك [هود: 54] افتعلت من عروته أي: أصبته، ومنه: يعروه، واعتراني آخذ بناصيتها [هود: 56] أي: في ملكه وسلطانه. عنيد هود: 59] وعنود وعاند واحد، هو تأكيد التجبر، واستعمركم [هود: 61] جعلكم عمارا ، أعمرته الدار فهي عمرى جعلتها له. نكرهم [هود: 70] وأنكرهم واستنكرهم واحد حميد مجيد [هود: 73]: كأنه فعيل من ماجد. محمود من حمد. سجيل [هود: 82] الشديد الكبير. سجيل وسجين، واللام والنون أختان، وقال تميم بن مقبل


                                                                                                                                                                                                                              ورجلة يضربون البيض ضاحية ضربا تواصى به الأبطال سجينا



                                                                                                                                                                                                                              (وقال مجاهد : أنيب : أرجع) أي في المعاد.

                                                                                                                                                                                                                              ثم ساق حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "قال الله -عز وجل: أنفق أنفق عليك" وقال: "يد الله ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار" وقال: "أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع".

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 462 ] هذا الحديث أخرجه مسلم أيضا والترمذي والنسائي وابن ماجه .

                                                                                                                                                                                                                              ومعنى: "لا تغيضها" أي: لا تنقصها يقال: غاض الماء: يغيض. و("سحاء"): دائمة الصب والهطل بالعطاء، أصله السيلان، يريد: كأنها لامتلائها بالعطاء تسيل الليل والنهار، وروي: سحا. بالتنوين على المصدر. ومعنى: "بيده الميزان" إلى آخره: قسمته بالعدل. وأئمة السنة على وجوب الإيمان بهذا وأشباهه من غير تفسير، بل يجري على ظاهره، ولا يقال: كيف.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( اعتراك : افتعلت من عروته، أي: أصبته، ومنه: يعروه، واعتراني) أسنده أبو محمد من حديث ابن أبي نجيح ، عن مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( آخذ بناصيتها أي: في ملكه وسلطانه، عنيد وعنود وعاند واحد، هو تأكيد التجبر) هو كما قال.

                                                                                                                                                                                                                              (ص): ( واستعمركم : جعلكم عمارا ) أسنده أبو محمد أيضا عن مجاهد كما سلف. (أعمرته الدار فهي عمرى: جعلتها له) قلت: أي: هبة.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( نكرهم : وأنكرهم واستنكرهم واحد) أي: خاف من امتناعهم عن طعامه.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( حميد مجيد : كأنه فعيل من ماجد. محمود من حمد) أي: وهو ذو الشرف والمجد والكرم.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية