الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب الجيم مع الواو

                                                          ( جوب ) في أسماء الله تعالى : " المجيب " وهو الذي يقابل الدعاء والسؤال بالقبول والعطاء . وهو اسم فاعل من أجاب يجيب .

                                                          * وفي حديث الاستسقاء : " حتى صارت المدينة مثل الجوبة " هي الحفرة المستديرة الواسعة وكل منفتق بلا بناء : جوبة ، أي حتى صار الغيم والسحاب محيطا بآفاق المدينة .

                                                          * ومنه الحديث الآخر : " فانجاب السحاب عن المدينة حتى صار كالإكليل " أي انجمع وتقبض بعضه إلى بعض وانكشف عنها .

                                                          ( س ) وفيه : أتاه قوم مجتابي النمار أي لابسيها . يقال اجتبت القميص والظلام : أي دخلت فيهما . وكل شيء قطع وسطه فهو مجوب ومجوب . وبه سمي جيب القميص .

                                                          * ومنه حديث علي رضي الله عنه : " أخذت إهابا معطونا فجوبت وسطه وأدخلته في عنقي " .

                                                          ( س ) وحديث خيفان : " وأما هذا الحي من أنمار فجوب أب ، وأولاد علة " أي أنهم جيبوا من أب واحد وقطعوا منه .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث أبي بكر : " قال للأنصار رضي الله عنه وعنهم يوم السقيفة : إنما جيبت [ ص: 311 ] العرب عنا كما جيبت الرحا عن قطبها " أي خرقت العرب عنا ، فكنا وسطا ، وكانت العرب حوالينا كالرحا وقطبها الذي تدور عليه .

                                                          ( هـ ) وفي حديث لقمان بن عاد : " جواب ليل سرمد " أي يسري ليله كله لا ينام . يصفه بالشجاعة ، يقال : جاب البلاد سيرا . أي قطعها .

                                                          ( هـ ) وفيه : أن رجلا قال : يا رسول الله أي الليل أجوب دعوة ؟ قال : جوف الليل الغابر أجوب ، أي أسرع إجابة . كما يقال : أطوع ، من الطاعة . وقياس هذا أن يكون من جاب لا من أجاب ; لأن ما زاد على الفعل الثلاثي لا يبنى منه أفعل من كذا إلا في أحرف جاءت شاذة قال الزمخشري : " كأنه في التقدير من جابت الدعوة بوزن فعلت بالضم ، كطالت : أي صارت مستجابة ، كقولهم في فقير وشديد ، كأنهما من فقر وشدد ، وليس ذلك بمستعمل . ويجوز أن يكون من جبت الأرض إذا قطعتها بالسير ، على معنى أمضى دعوة ، وأنفذ إلى مظان الإجابة والقبول " .

                                                          * وفي حديث بناء الكعبة : " فسمعنا جوابا من السماء ، فإذا بطائر أعظم من النسر " الجواب : صوت الجوب ، وهو انقضاض الطائر .

                                                          ( س ) وفي حديث غزوة أحد : " وأبو طلحة مجوب على النبي صلى الله عليه وسلم بجحفة " أي مترس عليه يقيه بها . ويقال للترس أيضا جوبة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية