الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 507 ] 15 - ومن سورة الحجر

                                                                                                                                                                                                                              وقال مجاهد: صراط علي مستقيم الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه. لبإمام مبين : على الطريق وقال ابن عباس: لعمرك لعيشك قوم منكرون أنكرهم لوط وقال غيره كتاب معلوم أجل لو ما تأتينا هلا تأتينا شيع أمم وللأولياء أيضا شيع. وقال ابن عباس: يهرعون [هود: 78] مسرعين (للمتوسمين) للناظرين سكرت غشيت بروجا منازل للشمس والقمر لواقح ملاقح ملقحة. (حمأ) جماعة حمأة وهو الطين المتغير، والمسنون المصبوب توجل تخف دابر آخر لبإمام مبين الإمام كل ما ائتممت واهتديت به الصيحة الهلكة.

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              هي مكية، قال الكلبي : إلا ولقد آتيناك سبعا [الحجر: 87] فمدنية. قال السخاوي : ونزلت بعد يوسف وقبل الأنعام.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) (قال مجاهد : صراط علي مستقيم الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه).

                                                                                                                                                                                                                              هذا أسنده ابن أبي حاتم من حديث ابن أبي نجيح عنه.

                                                                                                                                                                                                                              وقيل: أرادني وأمرني.

                                                                                                                                                                                                                              وقرأ ورش : (علي مستقيم) رافع إلى الدين والحق.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 508 ] (ص) (وقال ابن عباس : لعمرك : لعيشك). هذا أسنده ابن أبي حاتم أيضا من حديث معاوية عن علي عنه، وفي حديث أبي الجوزاء عنه: ما خلق الله وما برأ وما ذرأ نفسا هو أكرم عليه من محمد، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره.

                                                                                                                                                                                                                              ولفظ ابن مردويه : وحياتك وعمرك وبقائك في الدنيا. وأسنده من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "ما حلف الله بحياة أحد إلا بحياة محمد" ثم قال: "لعمرك يا محمد وحياتك يا محمد".

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( قوم منكرون أنكرهم لوط. وقال غيره: كتاب معلوم أجل) ظاهره أن الأول من قول ابن عباس وكله ظاهر.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( لو ما تأتينا : هلا تأتينا) قلت: وكذا لولا. قال ابن عباس : أفلا جئتنا بالملائكة حتى نصدقك.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) (شيع: أمم والأولياء شيع أيضا) قلت: سميت أمة لمتابعة بعضهم بعضا فيما يجتمعون عليه كما قاله الفراء .

                                                                                                                                                                                                                              (ص) (وقال ابن عباس : يهرعون مسرعين) هذا في سورة هود، وهو قول عامة المفسرين.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( للمتوسمين : للناظرين) يقال: توسمت في فلان خيرا رأيت أثره فيه، والمتوسم: الناظر في السمة الدالة على الشيء. قال

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 509 ] عطاء : عن ابن عباس : المتفرسين وقيل: الناظرين أو المتفكرين أو المعتبرين. وفي حديث أنس مرفوعا: "إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم".

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( سكرت : غشيت) هو قول أبي عبيدة . قال أبو عمرو : هذا مأخوذ من السكر في الشراب. وقال ابن عباس : سكرت: أخذت. قال الحسن: سجرت.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( بروجا : منازل للشمس والقمر) هو قول ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( لواقح ملاقح ملقحة). قلت: فحذفت الميم ورد فيه على أصل الثاني كما يقال: أنقل البيت فهو ناقل، يجعلونه بدلا من منقل. قال ابن عباس والمفسرون: يعني: [للشجر] والسحاب. قال ابن مسعود : يبعث الله الرياح لتلقح السحاب فتحمل الماء فتمجه في

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 510 ] السحاب ثم تمريه فيدر كما تدر اللقحة.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( حمإ جماعة حمأة وهو الطين المتغير، والمسنون: المصبوب) من الحمإ: الطين الأسود المنتن، والمسنون: المتغير الرائحة، يقال: سن الماء فهو مسنون، أي: تغير. وقال سيبويه : المسنون: المصبوب على صورة [و] مثال من سنة الوجه وهي صورته.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( توجل : تخف) هو كما قال: وجل يوجل وجلا، فهو وجل.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( دابر : آخر) من بقي منهم.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( لبإمام مبين الإمام؛ كل ما ائتممت واهتديت به) قلت: وسمي الطريق إماما لأنه يؤم ويتبع.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: وإنهما أي: الملائكة ومدينة قوم لوط لبإمام مبين بطريق واضح مستبين يمرون عليها في أسفارهم.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( الصيحة : الهلكة). قلت: أتتهم الصيحة فماتوا عن آخرهم في وقته.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية