الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم توليتم ؛ أي أعرضتم عن الوفاء بالميثاق؛ من بعد ذلك : من بعد أخذ ذلك الميثاق المؤكد؛ فلولا فضل الله عليكم ورحمته ؛ بتوفيقكم للتوبة؛ أو بمحمد - صلى الله عليه وسلم - حيث يدعوكم إلى الحق؛ ويهديكم إليه؛ لكنتم من الخاسرين ؛ أي المغبونين بالانهماك في المعاصي؛ والخبط في مهاوي الضلال عند الفترة؛ وقيل: لولا فضله (تعالى) عليكم بالإمهال؛ وتأخير العذاب؛ لكنتم من الهالكين؛ وهو الأنسب بما بعده؛ وكلمة "لولا"؛ إما بسيطة؛ أو مركبة من "لو" الامتناعية؛ وحرف النفي؛ ومعناها: امتناع الشيء لوجود غيره؛ كما أن "لو" لامتناعه لامتناع غيره؛ والاسم الواقع بعدها - عند سيبويه - مبتدأ؛ خبره محذوف وجوبا لدلالة الحال عليه؛ وسد الجواب [ ص: 110 ] مسده؛ والتقدير: "لولا فضل الله (تعالى) حاصل"؛ وعند الكوفيين فاعل فعل محذوف؛ أي: "لولا ثبت فضل الله (تعالى) عليكم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية