الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          كفف

                                                          كفف : كف الشيء يكفه كفا : جمعه . وفي حديث الحسن : أن رجلا كانت به جراحة فسأله : كيف يتوضأ ؟ فقال : كفه بخرقة أي اجمعها حوله . والكف : اليد ، أنثى . وفي التهذيب : والكف كف اليد ، والعرب تقول : هذه كف واحدة ؛ قال ابن بري : وأنشد الفراء :


                                                          أوفيكما ما بل حلقي ريقتي وما حملت كفاي أنملي العشرا



                                                          قال : وقال بشر بن أبي خازم :


                                                          له كفان كف كف ضر     وكف فواضل خضل نداها



                                                          وقال زهير :


                                                          حتى إذا ما هوت كف الوليد لها     طارت وفي يده من ريشها بتك



                                                          قال : وقال الأعشى :


                                                          يداك يدا صدق فكف مفيدة     وأخرى إذا ما ضن بالمال تنفق



                                                          وقال أيضا :


                                                          غراء تبهج زوله     والكف زينها خضابه



                                                          قال : وقال الكميت :


                                                          جمعت نزارا وهي شتى شعوبها     كما جمعت كف إليها الأباخسا



                                                          وقال ذو الإصبع :


                                                          زمان به لله كف كريمة     علينا ونعماه بهن تسير



                                                          وقالت الخنساء :


                                                          فما بلغت كف امرئ متناول     بها المجد إلا حيث ما نلت أطول
                                                          وما بلغ المهدون نحوك مدحة     وإن أطنبوا إلا وما فيك أفضل



                                                          ويروى :


                                                          وما بلغ المهدون في القول مدحة



                                                          فأما قول الأعشى :


                                                          أرى رجلا منهم أسيفا كأنما     يضم إلى كشحيه كفا مخضبا



                                                          فإنه أراد الساعد فذكر ، وقيل : إنما أراد العضو ، وقيل : هو حال من ضمير يضم أو من هاء كشحيه ، والجمع أكف . قال سيبويه : لم يجاوزوا هذا المثال ، وحكى غيره كفوف ؛ قال أبو عمارة بن أبي طرفة الهذلي يدعو الله عز وجل :


                                                          فصل جناحي بأبي لطيف     حتى يكف الزحف بالزحوف
                                                          بكل لين صارم رهيف     وذابل يلذ بالكفوف



                                                          أبو لطيف يعني أخا له أصغر منه ؛ وأنشد ابن بري لابن أحمر :


                                                          يدا ما قد يديت على سكين     وعبد الله إذ نهش الكفوف



                                                          وأنشد لليلى الأخيلية :


                                                          بقول كتحبير اليماني ونائل     إذا قلبت دون العطاء كفوف



                                                          قال ابن بري : وقد جاء في جمع كف أكفاف ؛ وأنشد علي بن حمزة :


                                                          يمسون مما أضمروا في بطونهم [ ص: 89 ]     مقطعة أكفاف أيديهم اليمن



                                                          وفي حديث الصدقة : كأنما يضعها في كف الرحمن قال ابن الأثير : هو كناية عن محل القبول والإثابة وإلا فلا كف للرحمن ولا جارحة ، تعالى الله عما يقول المشبهون علوا كبيرا . وفي حديث عمر - رضي الله عنه : إن الله إن شاء أدخل خلقه الجنة بكف واحدة ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : صدق عمر . وقد تكرر ذكر الكف والحفنة واليد في الحديث وكلها تمثيل من غير تشبيه ، وللصقر وغيره من جوارح الطير كفان في رجليه ، وللسبع كفان في يديه لأنه يكف بهما على ما أخذ . والكف الخضيب : نجم . وكف الكلب : عشبة من الأحرار ، وسيأتي ذكرها . واستكف عينه : وضع كفه عليها في الشمس ينظر هل يرى شيئا ؛ قال ابن مقبل يصف قدحا له :


                                                          خروج من الغمى إذا صك صكة     بدا والعيون المستكفة تلمح



                                                          الكسائي : استكففت الشيء واستشرفته ، كلاهما : أن تضع يدك على حاجبك كالذي يستظل من الشمس حتى يستبين الشيء . يقال : استكفت عينه إذا نطرت تحت الكف . الجوهري : استكففت الشيء استوضحته ، وهو أن تضع يدك على حاجبك كالذي يستظل من الشمس تنظر إلى الشيء هل تراه . وقال الفراء : استكف القوم حول الشيء أي أحاطوا به ينظرون إليه ؛ ومنه قول ابن مقبل :


                                                          إذا رمقته من معد عمارة بدا     والعيون المستكفة تلمح



                                                          واستكف السائل : بسط كفه . وتكفف الشيء : طلبه بكفه وتكففه . وفي الحديث : أن رجلا رأى في المنام كأن ظلة تنطف عسلا وسمنا وكأن الناس يتكففونه ؛ التفسير للهروي في الغريبين ، والاسم منها الكفف . وفي الحديث : لأن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس معناه يسألون الناس بأكفهم يمدونها إليهم . ويقال : تكفف واستكف إذا أخذ الشيء بكفه ؛ قال الكميت :


                                                          ولا تطمعوا فيها يدا مستكفة     لغيركم ، لو تستطيع انتشالها



                                                          الجوهري : واستكف وتكفف بمعنى وهو أن يمد كفه يسأل الناس . يقال : فلان يتكفف الناس ، وفي الحديث : يتصدق بجميع ماله ثم يقعد يستكف الناس . ابن الأثير : يقال استكف وتكفف إذا أخذ ببطن كفه أو سأل كفا من الطعام أو ما يكف الجوع . وقولهم : لقيته كفة كفة ، بفتح الكاف ، أي كفاحا ، وذلك إذا استقبلته مواجهة ، وهما اسمان جعلا واحدا وبنيا على الفتح مثل خمسة عشر . وفي حديث الزبير : فتلقاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كفة كفة أي مواجهة كأن كل واحد منهما قد كف صاحبه عن مجاوزته إلى غيره أي منعه . والكفة : المرة من الكف . ابن سيده : ولقيته كفة كفة وكفة كفة على الإضافة أي فجاءة مواجهة ؛ قال سيبويه : والدليل على أن الآخر مجرور أن يونس زعم أن رؤبة كان يقول لقيته كفة لكفة أو كفة عن كفة ، إنما جعل هذا هكذا في الظرف والحال لأن أصل هذا الكلام أن يكون ظرفا أو حالا . وكف الرجل عن الأمر يكفه كفا وكفكفه فكف واكتف وتكفف ؛ الليث : كففت فلانا عن السوء فكف يكف كفا ، سواء لفظ اللازم والمجاوز . ابن الأعرابي : كفكف إذا رفق بغريمه أو رد عنه من يؤذيه . الجوهري : كففت الرجل عن الشيء فكف ، يتعدى ولا يتعدى ، والمصدر واحد . وكفكفت الرجل : مثل كففته ، ومنه قول أبي زبيد :


                                                          ألم ترني سكنت لأيا كلابكم     وكفكفت عنكم أكلبي ، وهي عقر ؟



                                                          واستكف الرجل الرجل : من الكف عن الشيء . وتكفف دمعه : ارتد ، وكفكفه هو ؛ قال أبو منصور : وأصله عندي من وكف يكف ، وهذا كقولك لا تعظيني وتعظعظي . وقالوا : خضخضت الشيء في الماء وأصله من خضت . والمكفوف : الضرير ، والجمع المكافيف . وقد كف بصره وكف بصره كفا : ذهب . ورجل مكفوف أي أعمى ، وقد كف . وقال ابن الأعرابي : كف بصره وكف . والكفكفة : كفك الشيء أي ردك الشيء عن الشيء ، وكفكفت دمع العين . وبعير كاف : أكلت أسنانه وقصرت من الكبر حتى تكاد تذهب ، والأنثى بغير هاء ، وقد كفت أسنانها ، فإذا ارتفع عن ذلك فهو ماج . وقد كفت الناقة تكف كفوفا . والكف في العروض : حذف السابع من الجزء نحو حذفك النون من مفاعيلن حتى يصير مفاعيل ومن فاعلاتن حتى يصير فاعلات ، وكذلك كل ما حذف سابعه على التشبيه بكفة القميص التي تكون في طرف ذيله ، قال ابن سيده : هذا قول ابن إسحاق . والمكفوف في علل العروض مفاعيل كان أصله مفاعيلن ، فلما ذهبت النون قال الخليل هو مكفوف . وكفاف الثوب : نواحيه . ويكف الدخريص إذا كف بعد خياطة مرة . وكففت الثوب أي خطت حاشيته ، وهي الخياطة الثانية بعد الشل . وعيبة مكفوفة أي مشرجة مشدودة . وفي كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية لأهل مكة : وإن بيننا وبينكم عيبة مكفوفة أراد بالمكفوفة التي أشرجت على ما فيها وقفلت ، وضربها مثلا للصدور أنها نقية من الغل والغش فيما كتبوا واتفقوا عليه من الصلح والهدنة ، والعرب تشبه الصدور التي فيها القلوب بالعياب التي تشرج على حر الثياب وفاخر المتاع ، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - العياب المشرجة على ما فيها مثلا للقلوب طويت على ما تعاقدوا ، ومنه قول الشاعر :


                                                          وكادت عياب الود بيني وبينكم     وإن قيل أبناء العمومة تصفر



                                                          فجعل الصدور عيابا للود . وقال أبو سعيد في قوله : وإن بيننا وبينكم عيبة مكفوفة : معناه أن يكون الشر بينهم مكفوفا كما تكف العيبة إذا أشرجت على ما فيها من متاع ، كذلك الذحول التي كانت بينهم قد اصطلحوا على أن لا ينشروها وأن يتكافوا عنها ، كأنهم قد جعلوها في وعاء وأشرجوا عليها . الجوهري : كفة القميص ، بالضم ، ما استدار حول الذيل ، وكان الأصمعي يقول : كل ما استطال فهو كفة ، بالضم ، نحو كفة الثوب وهي حاشيته ، وكفة الرمل ، وجمعه كفاف ، وكل ما استدار فهو كفة ، بالكسر ، نحو كفة الميزان وكفة الصائد وهي حبالته ، وكفة اللثة ، وهو ما انحدر منها . قال : [ ص: 90 ] ويقال أيضا كفة الميزان ، بالفتح ، والجمع كفف ؛ قال ابن بري : شاهد كفة الحابل قول الشاعر :


                                                          كأن فجاج الأرض وهي عريضة     على الخائف المطلوب ، كفة حابل



                                                          وفي حديث عطاء : الكفة والشبكة أمرهما واحد ، الكفة بالكسر : حبالة الصائد . والكفف في الوشم : دارات تكون فيه . وكفاف الشيء : حتاره . ابن سيده : والكفة ، بالكسر ، كل شيء مستدير كدارة الوشم وعود الدف وحبالة الصيد ، والجمع كفف وكفاف . قال : وكفة الميزان الكسر فيها أشهر ، وقد حكي فيها الفتح وأباها بعضهم . والكفة : كل شيء مستطيل ككفة الرمل والثوب والشجر وكفة اللثة ، وهي ما سال منها على الضرس . وفي التهذيب : وكفة اللثة ما انحدر منها على أصول الثغر ، وأما كفة الرمل والقميص فطرتهما وما حولهما . وكفة كل شيء ، بالضم : حاشيته وطرته . وفي حديث علي - كرم الله وجهه - يصف السحاب : والتمع برقه في كففه أي في حواشيه ؛ وفي حديثه الآخر : إذا غشيكم الليل فاجعلوا الرماح كفة أي : في حواشي العسكر وأطرافه . وفي حديث الحسن : قال له رجل : إن برجلي شقاقا ، فقال : اكففه بخرقة أي اعصبه بها واجعلها حوله . وكفة الثوب : طرته التي لا هدب فيها ، وجمع كل ذلك كفف وكفاف . وقد كف الثوب يكفه كفا : تركه بلا هدب . والكفاف من الثوب : موضع الكف . وفي الحديث : لا ألبس القميص المكفف بالحرير أي الذي عمل على ذيله وأكمامه وجيبه كفاف من حرير ، وكل مضم شيء كفافه ، ومنه كفاف الأذن والظفر والدبر ، وكفة الصائد مكسور أيضا . والكفة : حبالة الصائد ، بالكسر . والكفة : ما يصاد به الظباء يجعل كالطوق . وكفف السحاب وكفافه : نواحيه . وكفة السحاب : ناحيته . وكفاف السحاب : أسافله ، والجمع أكفة . والكفاف : الحوقة والوترة . واستكفوه : صاروا حواليه . والمستكف : المستدير كالكفة . والكفف : كالكفف ، وخص بعضهم به الوشم . واستكفت الحية إذا ترحت كالكفة . واستكف به الناس إذا عصبوا به . وفي الحديث : المنفق على الخيل كالمستكف بالصدقة أي الباسط يده يعطيها ، من قولهم استكف به الناس إذا أحدقوا به ، واستكفوا حوله ينظرون إليه ، وهو من كفاف الثوب ، وهي طرته وحواشيه وأطرافه ، أو من الكفة ، بالكسر وهو ما استدار ككفة الميزان . وفي حديث رقيقة : فاستكفوا جنابي عبد المطلب أي : أحاطوا به واجتمعوا حوله . وقوله في الحديث : أمرت أن لا أكف شعرا ولا ثوبا يعني في الصلاة يحتمل أن يكون بمعنى المنع ، قال ابن الأثير : أي لا أمنعهما من الاسترسال حال السجود ليقعا على الأرض ، قال : ويحتمل أن يكون بمعنى الجمع أي لا يجمعهما ولا يضمهما . وفي الحديث : المؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته أي : يجمع عليه معيشته ويضمها إليه ؛ ومنه الحديث : يكف ماء وجهه أي يصونه ويجمعه عن بذل السؤال وأصله المنع ؛ ومنه حديث أم سلمة : كفي رأسي أي اجمعيه وضمي أطرافه ، وفي رواية : كفي عن رأسي أي دعيه واتركي مشطه . والكفف : النقر التي فيها العيون ؛ وقول حميد :


                                                          ظللنا إلى كهف وظلت رحالنا     إلى مستكفات لهن غروب



                                                          قيل : أراد بالمستكفات الأعين لأنها في كفف ، وقيل : أراد الإبل المجتمعة ، وقيل : أراد شجرا قد استكف بعضها إلى بعض ، وقوله لهن غروب أي ظلال . والكافة : الجماعة ، وقيل : الجماعة من الناس . يقال : لقيتهم كافة أي كلهم . وقال أبو إسحاق في قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة قال : كافة بمعنى الجميع والإحاطة ، فيجوز أن يكون معناه ادخلوا في السلم كله أي في جميع شرائعه ، ومعنى كافة في اشتقاق اللغة : ما يكف الشيء في آخره ، من ذلك كفة القميص وهي حاشيته ، وكل مستطيل فحرفه كفة ، وكل مستدير كفة نحو كفة الميزان . قال : وسميت كفة الثوب لأنها تمنعه أن ينتشر ، وأصل الكف المنع ، ومن هذا قيل لطرف اليد كف لأنها يكف بها عن سائر البدن ، وهي الراحة مع الأصابع ، ومن هذا قيل رجل مكفوف أي قد كف بصره من أن ينظر ، فمعنى الآية ابلغوا في الإسلام إلى حيث تنتهي شرائعه فتكفوا من أن تعدو شرائعه وادخلوا كلكم حتى يكف عن عدد واحد لم يدخل فيه . وقال في قوله تعالى : وقاتلوا المشركين كافة منصوب على الحال وهو مصدر على فاعلة كالعافية والعاقبة ، وهو في موضع قاتلوا المشركين محيطين ، قال : فلا يجوز أن يثنى ولا يجمع لا يقال قاتلوهم كافات ولا كافين ، كما أنك إذا قلت قاتلهم عامة لم تثن ولم تجمع ، وكذلك خاصة ، وهذا مذهب النحويين ؛ الجوهري : وأما قول ابن رواحة الأنصاري :


                                                          فسرنا إليهم كافة في رحالهم     جميعا ، علينا البيض لا نتخشع



                                                          فإنما خففه ضرورة لأنه لا يصح الجمع بين ساكنين في حشو البيت ؛ وكذلك قول الآخر :


                                                          جزى الله الرواب جزاء سوء     وألبسهن من برص قميصا



                                                          وهو جمع رابة . وأكافيف الجبل : حيوده ؛ قال :


                                                          مسحنفرا من جبال الروم يستره     منها أكافيف فيما دونها زور



                                                          يصف الفرات وجريه في جبال الروم المطلة عليه حتى يشق بلاد العراق . أبو سعيد : يقال فلان لحمه كفاف لأديمه إذا امتلأ جلده من لحمه ؛ قال النمر بن تولب :


                                                          فضول أراها في أديمي بعدما     يكون كفاف اللحم ، أو هو أجمل



                                                          أراد بالفضول تغضن جلده لكبره بعدما كان مكتنز اللحم ، وكان الجلد ممتدا مع اللحم لا يفضل عنه ؛ وقوله أنشده ابن الأعرابي :


                                                          نجوس عمارة ونكف أخرى     لنا حتى يجاوزها دليل



                                                          رام تفسيرها فقال : نكف نأخذ في كفاف أخرى ، قال ابن سيده : وهذا ليس بتفسير لأنه لم يفسر الكفاف ، وقال الجوهري في تفسير هذا البيت : يقول نطأ قبيلة ونتخللها ونكف أخرى أي نأخذ في كفتها ، [ ص: 91 ] وهي ناحيتها ، ثم ندعها ونحن نقدر عليها . وقال الأصمعي : يقال نفقته الكفاف أي ليس فيها فضل إنما عنده ما يكفه عن الناس . وفي حديث الحسن أنه قال : ابدأ بمن تعول ولا تلام على كفاف يقول : إذا لم يكن عندك فضل لم تلم أن لا تعطي أحدا . الجوهري : كفاف الشيء ، بالفتح ، مثله وقيسه ، والكفاف أيضا من الرزق : القوت وهو ما كف عن الناس أي أغنى . وفي الحديث : اللهم اجعل رزق آل محمد كفافا . والكفاف من القوت : الذي على قدر نفقته لا فضل فيها ولا نقص ؛ ومنه قول الأبيرد اليربوعي :


                                                          ألا ليت حظي من غدانة أنه     يكون كفافا : لا علي ولا ليا



                                                          وفي حديث عمر - رضي الله عنه : وددت أني سلمت من الخلافة كفافا : لا علي ولا ليا ، الكفاف : هو الذي لا يفضل عن الشيء ويكون بقدر الحاجة إليه ، وهو نصب على الحال ، وقيل : أراد به مكفوفا عني شرها ، وقيل : معناه أن لا تنال مني ولا أنال منها أي تكف عني وأكف عنها . ابن بري : والكفاف الطور ؛ قال عبد بني الحسحاس :


                                                          أحار ترى البرق لم يغتمض     يضيء كفافا ، ويخبو كفافا



                                                          وقال رؤبة :


                                                          فليت حظي من نداك الضافي     والنفع أن تتركني كفاف



                                                          والكف : الرجلة ؛ حكاه أبو حنيفة يعني به البقلة الحمقاء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية