الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8280 ) فصل : ومن استوفى الحق من المحكوم عليه ، فقال للحاكم عليه : اكتب لي محضرا بما جرى ; لئلا يلقاني خصمي في موضع آخر ، فيطالبني به مرة أخرى . ففيه وجهان ; أحدهما ، تلزمه إجابته ; ليخلص من المحذور الذي يخافه .

                                                                                                                                            والثاني ، لا تلزمه ; لأن الحاكم إنما يكتب بما ثبت عنده ، أو حكم به ، فأما استئناف ابتداء ، فيكفيه فيه الإشهاد ، فيطالبه أن يشهد على نفسه بقبض الحق ; لأن الحق ثبت عليه بالشهادة .

                                                                                                                                            والأول أصح ; لأنه قد حكم عليه بهذا الحق ، ويخاف الضرر بدون المحضر ، فأشبه ما حكم به ابتداء . وإنطالب المحكوم له بدفع الكتاب الذي ثبت به الحق ، لم يلزمه دفعه إليه ; لأنه ملكه ، فلا يجب عليه دفعه إلى غيره . وكذلك كل من له كتاب بدين ، فاستوفاه ، أو عقار فباعه ، لا يلزمه دفع الكتاب ; لأنه ملكه ; ولأنه يجوز أن يخرج ما قبضه مستحقا ، فيعود إلى ماله .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية