الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          كلح

                                                          كلح : الكلوح : تكشر في عبوس ؛ قال ابن سيده : الكلوح والكلاح بدو الأسنان عند العبوس . كلح يكلح كلوحا وكلاحا وتكلح ؛ وأنشد ثعلب :


                                                          ولوى التكلح يشتكي سغبا وأنا ابن بدر قاتل السغب



                                                          التكلح هنا يجوز أن يكون مفعولا من أجله ويجوز أن يكون مصدرا للوى لأن لوى يكون في معنى تكلح ، وقد أكلحه الأمر ؛ قال لبيد يصف السهام :


                                                          رقميات عليها ناهض     تكلح الأروق منها والأيل



                                                          وفي التنزيل : تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون قال أبو إسحاق : الكالح الذي قد قلصت شفته عن أسنانه نحو ما ترى من رءوس الغنم إذا برزت الأسنان وتشمرت الشفاه . والكلاح ، بالضم : السنة المجدبة ؛ قال لبيد :


                                                          كان غياث المرمل الممتاح     وعصمة في الزمن الكلاح



                                                          وفي حديث علي : إن من ورائكم فتنا وبلاء مكلحا أي يكلح الناس بشدته ؛ الكلوح : العبوس . يقال : كلح الرجل وأكلحه الهم ودهر كالح على المثل . وكلاح معدول : السنة الشديدة ؛ قال الأزهري : ودهر كالح وكلاح شديد ؛ وأنشد للبيد :


                                                          وعصمة في السنة الكلاح



                                                          وسنة كلاح على فعال بالكسر ، إذا كانت مجدبة ؛ قال : وسمعت أعرابيا يقول لجمل يرغو وقد كشر عن أنيابه : قبح الله كلحته ! يعني فمه ؛ وقال ابن سيده : قبح الله كلحته يعني الفم وما حوله . ورجل كولح : قبيح . والمكالحة : المشارة . وتكلح البرق : تتابع . وتكلح البرق تكلحا : وهو دوام برقه واستسراره في الغمامة البيضاء ، وهذا مثل قولهم : تكلح إذا تبسم ؛ وتبسم البرق مثله . قال الأزهري : وفي بيضاء بني جذيمة ماء يقال له كلح ، وهو شروب عليه نخل بعل قد رسخت عروقها في الماء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية