الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 591 ] (19) ومن سورة كهيعص

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن عباس: أبصر بهم وأسمع، الله يقوله، وهم اليوم لا يسمعون ولا يبصرون في ضلال مبين هو يعني قوله: أسمع بهم وأبصر ، الكفار يومئذ أسمع شيء وأبصره، لأرجمنك لأشتمنك ورئيا منظرا. [وقال أبو وائل: علمت مريم أن التقي ذو نهية حتى قالت: إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ] [مريم: 18]. وقال ابن عيينة: تؤزهم أزا تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا. وقال مجاهد: إدا عوجا. قال ابن عباس وردا عطاشا أثاثا مالا إدا قولا عظيما ركزا صوتا. [وقال مجاهد: فليمدد [مريم: 75]: فليدعه]. غيا خسرانا وبكيا جماعة باك صليا صلي يصلى نديا والنادي مجلسا.

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              قال مقاتل : هي مكية إلا سجدتها، وفيه فيما حكاه القرطبي : نزلت بعد المهاجرة إلى أرض الحبشة، قال السخاوي : نزلت بعد فاطر، وقبل طه، وعن الكلبي : وإن منكم إلا واردها [مريم: 71] نزلت بالمدينة في عبد الله بن رواحة ، وقصته لا تدل على ذلك.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) (قال ابن عباس : أبصر بهم وأسمع، الله يقوله، وهم اليوم لا يسمعون ولا يبصرون في ضلال مبين يعني: قوله: أسمع بهم وأبصر ، الكفار يومئذ أسمع شيء وأبصره) وهذا أخرجه ابن المنذر من حديث عطاء عنه.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 592 ] (ص) ( لأرجمنك : لأشتمنك) أخرجه ابن المنذر عن ابن عباس أيضا بهذا السند.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( ورئيا : منظرا) أخرجه الحنظلي من حديث أبي حسان ، عن ابن عباس ، الأثاث: المتاع، والرئي: المنظر، وقيل: الأثاث: المال، والرئي: المنظر الحسن، قيل: واحد الأثاث أثاثة، وقيل: لا واحد له من لفظه.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) (وقال ابن عيينة : تؤزهم أزا : تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا) هذا أخرجه ابن عيينة في "تفسيره".

                                                                                                                                                                                                                              (ص) (وقال مجاهد : إدا : عوجا) هذا أخرجه ابن المنذر من حديث ابن جريج .

                                                                                                                                                                                                                              (ص) (قال ابن عباس (وردا): عطاشا أثاثا : مالا) هذا سلف، زاد الواحدي فيه: مشاة. قال قتادة : سيقوا إليها وهم ظماء، والورد: الجماعة التي ترد الماء، ولا يرد أحد الماء إلا بعد العطش.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( إدا : قولا عظيما) أي: كما قال: إنكم لتقولون قولا عظيما [الإسراء: 40].

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( ركزا : صوتا) هذا رواه الحنظلي عن أبيه، عن أبي صالح ، حدثني معاوية ، عن علي، عنه.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 593 ] (ص) ((غيا): خسرانا) قلت: وقال ابن مسعود : وغيره عن ابن عباس : هو واد في جهنم. وقال ابن مسعود : هو نهر في جهنم بعيد خبيث الطعم، وليس معنى يلقون : يرون فقط؛ لأن اللقيا معناه: الاجتماع والملابسة معها.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( وبكيا : جماعة باك) سجدا لله متفرغين إليه، قال الزجاج : قد بين الله أن الأنبياء كانوا إذا سمعوا آيات الله سجدوا وبكوا.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( صليا : صلي يصلى) أي: دخلها وعاش حرها.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( نديا والنادي مجلسا) قلت: هو مجلس القوم ومجمعهم، ومنه: وتأتون في ناديكم المنكر [العنكبوت: 29].

                                                                                                                                                                                                                              (ص) (وقال مجاهد : فليمدد [مريم: 75]: فليدعه) قلت: وقال ابن عباس : يريد بأن الله يمد له فيها حتى يستدرجه.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية