الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ولا يصلي الإمام على الغال ، ولا من قتل نفسه .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          ( ولا يصلي الإمام ) أي : الإمام الأعظم ، نقله الجماعة ، واختاره " الخلال " ، وجزم به في " التبصرة " ، وقيل : أو نائبه ، وإمام قرية ، وهو واليها في القضاء ، نقله حرب ( على الغال من الغنيمة ) نص عليه ; لأنه ـ عليه السلام ـ امتنع من الصلاة على رجل من المسلمين فقال : صلوا على صاحبكم ، فتغيرت وجوه القوم ، فقال : إن صاحبكم غل في سبيل الله رواه أحمد ، واحتج به ، وأبو داود ، والنسائي بإسناده من حديث زيد بن خالد ; وهو شامل للقليل والكثير ( ولا على من قتل نفسه ) عمدا في الأصح ، لما روى مسلم عن جابر بن سمرة أن رجلا قتل نفسه بمشاقص فلم يصل عليه ، وفي رواية للنسائي قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أما أنا فلا أصلي عليه وهو سهم له نصل عريض ليس بالطويل ، وقيل : يحرم ، وحكي رواية ، قال ابن عقيل : هو في هجر أهل البدع والفساق ، لأن في امتناع الإمام ردعا وزجرا ، وظاهره أنه يصلي عليهما غير الإمام ، قاله السامري وغيره ; لقوله ـ عليه السلام ـ [ ص: 262 ] صلوا على من قال : لا إله إلا الله رواه الخلال ، ويصلي على كل عاص ، نص عليه ، وقال : ما نعلم أنه ـ عليه السلام ـ ترك الصلاة على أحد إلا على الغال وقاتل نفسه ، ويلحق بهما صاحب بدعة مكفرة ، وعنه : ولا يصلي على أهل الكبائر ، جزم في " الترغيب " ، واختاره المجد في كل من مات عن معصية ظاهرة بلا توبة ; وهو متجه ، وعنه ، ولا على من قتل في حد ، ولا على مدين ، وعنه : يصلي على كل أحد ، اختاره ابن عقيل ، كما يصلي غيره حتى على باغ ومحارب .




                                                                                                                          الخدمات العلمية