الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          كمأ

                                                          كمأ : الكمأة واحدها كمء على غير قياس ، وهو من النوادر فإن القياس العكس . الكمء : نبات ينقض الأرض فيخرج كما يخرج الفطر ، والجمع أكمؤ وكمأة . قال ابن سيده : هذا قول أهل اللغة . قال سيبويه : ليست الكمأة بجمع كمء لأن فعلة ليس مما يكسر عليه فعل ، إنما هو اسم للجمع . وقال أبو خيرة وحده : كمأة للواحد وكمء للجميع . وقال منتجع : كمء للواحد وكمأة للجميع . فمر رؤبة فسألاه فقال : كمء للواحد وكمأة للجميع ، كما قال منتجع . وقال أبو حنيفة : كمأة واحدة وكمأتان وكمآت . وحكى عن أبي زيد أن الكمأة تكون واحدة وجمعا ، والصحيح من ذلك كله ما ذكره سيبويه . أبو الهيثم : يقال كمء للواحد وجمعه كمأة ، ولا يجمع شيء على فعلة إلا كمء وكمأة ، ورجل ورجلة . شمر عن ابن الأعرابي : يجمع كمء أكمؤا ، وجمع الجمع كمأة . وفي الصحاح : تقول هذا كمء وهذا كمآن وهؤلاء أكمؤ ثلاثة ، فإذا كثرت ، فهو الكمأة ، وقيل : الكمأة هي التي إلى الغبرة والسواد ، والجبأة إلى الحمرة ، والفقعة البيض . وفي الحديث : الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين . وأكمأت الأرض فهي مكمئة ، كثرت كمأتها . وأرض مكموءة : كثيرة الكمأة . وكمأ القوم وأكمأهم ، الأخيرة عن أبي حنيفة : أطعمهم الكمأة . وخرج الناس يتكمؤون أي يجتنون الكمأة . ويقال : خرج المتكمئون ، وهم الذين يطلبون الكمأة . والكماء : بياع الكمأة وجانيها للبيع . أنشد أبو حنيفة :

                                                          [ ص: 109 ]

                                                          لقد ساءني والناس لا يعلمونه عرازيل كماء ، بهن مقيم



                                                          شمر : سمعت أعرابيا يقول : بنو فلان يقتلون الكماء والضعيف . وكمئ الرجل يكمأ كمأ ، مهموز : حفي ولم يكن له نعل . وقيل : الكمأ في الرجل كالقسط ، ورجل كمئ . قال :


                                                          أنشد بالله من النعلينه     نشدة شيخ كمئ الرجلينه



                                                          وقيل : كمئت رجله ، بالكسر : تشققت ، عن ثعلب . وقد أكمأته السن أي شيخته ، عن ابن الأعرابي . وعنه أيضا : تلمعت عليه الأرض وتودأت عليه الأرض وتكمأت عليه إذا غيبته وذهبت به . وكمئ عن الأخبار كمأ : جهلها وغبي عنها . وقال الكسائي : إن جهل الرجل الخبر قال : كمئت عن الأخبار أكمأ عنها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية