الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية السابعة والخمسون قوله تعالى : { إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا } . فيها من الأحكام ثلاث مسائل : [ ص: 642 ]

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى قوله تعالى : { وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى } : يعني متكاسلين متثاقلين ، لا ينشطون لفعلها ، ولا يفرحون لها ، وقد قال صلى الله عليه وسلم في الآثار : { أرحنا بها يا بلال } . فكان يرى راحته فيها . وفي آثار آخر : { وجعلت قرة عيني في الصلاة } . وفي الحديث : { أثقل صلاة على المنافقين العتمة والصبح } ; فإن العتمة تأتي وقد أنصبهم عمل النهار ، فيثقل عليهم القيام إليها ، وتأتي صلاة الصبح ، والنوم أحب إليهم من مفروح به ، وهم لا يعرفون قدر الصلاة دنيا ولا فائدتها أخرى ; فيقومون إليها بغير نية إلا خوفا من السيف ومن قام إليها مع هذه الحالة بنية إتعاب النفس وإيثارها عليها ، طالبا لما عند الله سبحانه فله أجران ، والذي يرى راحته فيها مع الملائكة المقربين .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية