الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وإذا جاءوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا جاءوكم قالوا آمنا نزلت في ناس من اليهود كانوا يدخلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويظهرون له الإيمان نفاقا ; فالخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والجمع للتعظيم ، أو له مع ما عنده من المسلمين ; أي : إذا جاءوكم أظهروا الإسلام .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به ; أي : يخرجون من عندك ملتبسين بالكفر كما دخلوا ، لم يؤثر فيهم ما سمعوا منك . والجملتان حالان من فاعل " قالوا " . و" بالكفر " ، و" به " حالان من فاعل " دخلوا " ، [ ص: 57 ] و" خرجوا " . و" قد " وإن دخلت لتقريب الماضي من الحال ، ليصح أن يقع حالات أفادت أيضا بما فيها من معنى التوقع أن أمارات النفاق كانت لائحة ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يظنه ويتوقع أن يظهره الله تعالى ; ولذلك قيل : والله أعلم بما كانوا يكتمون ; أي : من الكفر ، وفيه وعيد شديد لهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية