الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 19 ] ( 23 ) ومن سورة المؤمنين

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن عيينة: سبع طرائق : سبع سماوات. لها سابقون : سبقت لهم السعادة. وقلوبهم وجلة : خائفين. قال ابن عباس: هيهات هيهات : بعيد بعيد. فاسأل العادين : الملائكة. لناكبون : لعادلون. كالحون : عابسون. من سلالة : الولد، والنطفة السلالة. والجنة والجنون واحد. والغثاء: الزبد وما ارتفع عن الماء، وما لا ينتفع به.

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              مكية، وأخطأ من قال: حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب [ المؤمنون: 64] إنها مدنية.

                                                                                                                                                                                                                              وصحح الحاكم من حديث عمر مرفوعا: "لقد أنزل الله علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة" ثم قرأ قد أفلح المؤمنون إلى عشر آيات.

                                                                                                                                                                                                                              قال السخاوي: ونزلت بعد الأنبياء وقبل سورة تنزيل السجدة.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( قال ابن عيينة: سبع طرائق سبع سماوات ) هو في "تفسيره" كذلك كل سماء طريقة، سميت بذلك لتطارقها، وهو أن بعضها فوق بعض.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 20 ] ( ص ) ( لها سابقون سبقت لهم السعادة ) قلت: وقال ابن عباس: ينافسون فيها أمثالهم من أهل البر والتقوى. وقال الكلبي: سبقوا الأمم إلى الخيرات.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( وقلوبهم وجلة : خائفون ) أي: أن لا يتقبل منهم ما عملوه.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( قال ابن عباس هيهات هيهات : بعيد بعيد ) أسنده ابن أبي حاتم من حديث علي عنه، ومن وقف على هيهات وقف بالهاء.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( فاسأل العادين : الملائكة ) هو قول: مجاهد كما أسنده ابن أبي حاتم عنه وإما الحفظة أو الحساب.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ( لناكبون : لعادلون ) أسنده ابن أبي حاتم عنه، أعني عن ابن عباس كما سلف.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( كالحون : عابسون ) أسنده كذلك أيضا، وقال ابن مسعود: الكالح الذي بدت أسنانه وتقلصت شفتاه كالرأس المشوط بالنار.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( من سلالة : الولد، والنطفة: السلالة ) قيل: إنما قيل لآدم سلالة ; لأنه سل من كل تربة.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 21 ] ( ص ) ( والجنة والجنون واحد ) أي: حالة جنون.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( والغثاء: الزبد وما ارتفع على [ الماء]، مما لا ينتفع به )

                                                                                                                                                                                                                              قلت: والمعنى: صيرناهم هلكى فيبسوا كما يبس نبات الأرض فيهدموا.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية