الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب طواف الراكب قال أبو بكر : قد اختلف في طواف الراكب بينهما ، فكره أصحابنا ذلك إلا من عذر ، وذكر أبو الطفيل أنه قال لابن عباس : إن قومك يزعمون أن الطواف بين الصفا والمروة على الدابة سنة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ، فقال : صدقوا وكذبوا ، إنما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان لا يدفع عنه أحد وليست بسنة .

وروى عروة بن الزبير عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة ، أنها شكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني أشتكي فقال : طوفي من وراء الناس وأنت راكبة وكان عروة إذا رآهم يطوفون على الدواب نهاهم فيتعللون بالمرض ، فيقول : " خاب هؤلاء وخسروا " .

وروى ابن أبي مليكة عن عائشة قالت : " ما منعني من الحج والعمرة إلا السعي بين الصفا والمروة ، وإني لأكره الركوب " وروي عن يزيد بن أبي زياد عن عكرمة عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء وقد اشتكى فطاف على بعير ومعه محجن كلما مر على الحجر استلمه فلما فرغ من طوافه أناخ فصلى ركعتين ولما ثبت من سنة الطواف بهما السعي في بطن الوادي على ما وصفنا وكان الراكب تاركا للسعي كان فعله خلاف السنة إلا أن يكون معذورا على نحو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ، فيجوز .

التالي السابق


الخدمات العلمية