الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون

                                                                                                                                                                                                                                      وترى خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو لكل أحد ممن يصلح للخطاب ، والرؤية بصرية .

                                                                                                                                                                                                                                      كثيرا منهم من اليهود والمنافقين .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : يسارعون في الإثم حال من " كثيرا " . وقيل : مفعول ثان ، والرؤية قلبية . والأول أنسب بحالهم وظهور نفاقهم . والمسارعة : المبادرة والمباشرة للشيء بسرعة . وإيثار كلمة " في " على كلمة " إلى " الواقعة في قوله تعالى : وسارعوا إلى مغفرة ... إلخ ، لما ذكر في قوله تعالى : فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم . والمراد بالإثم : الكذب على الإطلاق . وقيل : الحرام . وقيل : كلمة الشرك ، وقولهم : عزير ابن الله . وقيل : هو ما يختص بهم من الآثام .

                                                                                                                                                                                                                                      والعدوان ; أي : الظلم المتعدي إلى الغير ، أو مجاوزة الحد في المعاصي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأكلهم السحت ; أي : الحرام ، خصه بالذكر مع اندراجه في الإثم للمبالغة في التقبيح .

                                                                                                                                                                                                                                      لبئس ما كانوا يعملون ; أي : لبئس شيئا كانوا يعملونه ، والجمع بين صيغتي الماضي والمستقبل للدلالة على الاستمرار .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية