الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنـزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون

                                                                                                                                                                                                                                      66 - ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل أي: أقاموا أحكامهما، وحدودهما، وما فيهما من نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أنـزل إليهم من ربهم من سائر كتب الله; لأنهم مكلفون الإيمان بجميعها، فكأنها أنزلت إليهم. وقيل: هو القرآن لأكلوا من فوقهم يعني: الثمار من فوق رءوسهم ومن تحت أرجلهم يعني: الزروع، وهذه عبارة عن التوسعة، كقولهم: فلان في النعمة من قرنه إلى قدمه، ودلت الآية على أن العمل بطاعة الله تعالى سبب لسعة الرزق وهو كقوله تعالى: ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض [الأعراف: 66] ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب [الطلاق: 2- 3] فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا الآيات [ ص: 461 ] [نوح: 10 وما بعدها] وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا [الجن: 16] منهم أمة مقتصدة طائفة حالها أمم في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: هي الطائفة المؤمنة، وهم عبد الله بن سلام، وأصحابه، وثمانية وأربعون من النصارى وكثير منهم ساء ما يعملون فيه معنى التعجب، كأنه قيل: وكثير منهم ما أسوأ عملهم! وقيل: كعب بن الأشرف، وأصحابه، وغيرهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية