الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : وكذلك نصرف الآيات ؛ أي : ومثل ما بينا نبين الآيات؛ وموضع الكاف نصب؛ التي في أول " كذلك " ؛ المعنى : " ونصرف الآيات في مثل ما صرفناهما فيما تلي عليك " ؛ وقوله : وليقولوا درست ؛ فيها خمسة أوجه؛ فالقراءة " درست " ؛ بفتح الدال؛ وفتح التاء؛ ومعناه : " وليقولوا : قرأت كتب أهل الكتاب " ؛ وتقرأ أيضا : " دارست " ؛ أي : " ذاكرت أهل [ ص: 280 ] الكتاب " ؛ وقال بعضهم : " وليقولوا درست " ؛ أي : هذه الأخبار التي تتلوها علينا قديمة قد درست؛ أي : قد مضت وامحت؛ وذكر الأخفش " درست " ؛ بضم الراء؛ ومعناها " درست " ؛ إلا أن " درست " ؛ بضم الراء أشد مبالغة؛ وحكي " درست " ؛ بكسر الراء؛ أي : قرئت؛ وقوله : ولنبينه لقوم يعلمون ؛ إن قال قائل : إنما صرفت الآيات ليقولوا درست؟ فالجواب في هذا أن السبب الذي أداهم إلى أن يقولوا : " درست " ؛ هو تلاوة الآيات؛ وهذه اللام يسميها أهل اللغة " لام الصيرورة " ؛ وهذا كقوله (تعالى) : فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ؛ فهم لم يلتقطوه يطلبون بأخذه أن يعاديهم؛ ولكن كانت عاقبة أمره أن صار لهم عدوا وحزنا؛ وكما تقول : " كتب فلان هذا الكتاب لحتفه " ؛ فهو لم يقصد بالكتاب أن يهلك نفسه؛ ولكن العاقبة كانت الهلاك.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية