الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم

                                                                                                                                                                                                                                        " ويوم نحشرهم جميعا " نصب بإضمار اذكر أو نقول، والضمير لمن يحشر من الثقلين. وقرأ حفص عن عاصم وروح عن يعقوب يحشرهم بالياء. يا معشر الجن يعني الشياطين. قد استكثرتم من الإنس أي من إغوائهم وإضلالهم، أو منهم بأن جعلتموهم أتباعكم فحشروا معكم كقولهم استكثر الأمير من الجنود. وقال أولياؤهم من الإنس الذين أطاعوهم. ربنا استمتع بعضنا ببعض أي انتفع الإنس بالجن بأن دلوهم على الشهوات وما يتوصل به إليها، والجن بالإنس بأن أطاعوهم وحصلوا مرادهم. وقيل استمتاع الإنس بهم أنهم كانوا يعوذون بهم في المفاوز وعند المخاوف، واستمتاعهم بالإنس اعترافهم بأنهم يقدرون على إجارتهم. وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا أي البعث وهو اعتراف بما فعلوه من طاعة الشيطان واتباع الهوى وتكذيب البعث وتحسر على حالهم. قال النار مثواكم منزلكم أو ذات مثواكم. خالدين فيها حال والعامل فيها مثواكم إن جعل مصدرا، ومعنى الإضافة إن جعل مكانا إلا ما شاء الله إلا الأوقات التي ينقلون فيها من النار إلى الزمهرير وقيل إلا ما شاء الله قبل الدخول كأنه قيل: النار مثواكم أبدا إلا ما أمهلكم. إن ربك حكيم في أفعاله. عليم بأعمال الثقلين وأحوالهم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية