الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 82 ] ( 27 ) ومن سورة النمل

                                                                                                                                                                                                                              والخبء ما خبأت. لا قبل لا طاقة. الصرح كل ملاط اتخذ من القوارير، والصرح القصر، وجماعته صروح. وقال ابن عباس: ولها عرش سرير كريم حسن الصنعة، وغلاء الثمن مسلمين طائعين. ردف اقترب جامدة قائمة أوزعني اجعلني. وقال مجاهد: نكروا غيروا وأوتينا العلم يقوله سليمان. الصرح بركة ماء ضرب عليها سليمان قوارير، ألبسها إياه.

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              هي مكية قال السخاوي : نزلت قبل القصص، بعد القصص سبحان.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( الخبء ما خبأت ) أي: لوقت، يقال: خبأت الشيء ( إخباؤه خبوا )، وهو هنا بمعنى الغيث، ومنه القطر والنبات والريح والمعادن.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( لا قبل : لا طاقة. الصرح: كل ملاط اتخذ من القوارير ) أي: لا كل بناء ( والصرح: القصر ) وهو قول أبي عبيدة ( وجماعته صروح ).

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 83 ] وقوله: ( ملاط ) هو بخط الدمياطي بالباء، وذكره ابن التين بالميم، قال: الملاط بفتح الميم: الطين، وقيل: إنه الصخر. وقيل: كل بناء عال مرتفع، قال ابن فارس : هو البيت الواحد المنفرد الطويل في السماء.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( وقال ابن عباس : ولها عرش عظيم : سرير كريم : حسن الصنعة و ( غال ) الثمن ) وهذا أسنده أبو محمد من حديث علي عنه.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( مسلمين : طائعين ) أي: منقادين لأمر سليمان، ولم يقل: مطيعين ; لأن أطاعه: إذا أجاب أمره، وطاعه: إذا انقاد لأمره، وهؤلاء أجابوا أمره.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( ردف : اقترب ) هو قول السدي ، وعبارة ابن عباس : قرب لكم.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( جامدة : قائمة ) أي: كأنها لا تسير في رأي العين بخلاف الحال.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( أوزعني : اجعلني ) قلت: وألهمني أيضا، يقال: فلان موزع بكذا، أي: مولع به.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 84 ] ( ص ) ( وقال مجاهد : نكروا : غيروا ) أسنده أبو محمد من حديث أبي نجيح عنه بلفظ: غيروه.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( وأوتينا العلم يقوله سليمان ) قلت: وقيل: من قول بلقيس، الواحدي : قالت: وأوتينا العلم، أي: بصحة نبوة سليمان.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( الصرح: بركة ماء ضرب عليها سليمان قوارير، ألبسها إياها ) قول مجاهد ، وقيل: إنه قصر. وقيل: صحن داره.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية