الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        تفسير سورة الحجر

                                                                                                                                                                                                                                        وهي مكية

                                                                                                                                                                                                                                        بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                        الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون

                                                                                                                                                                                                                                        (1 ) يقول تعالى معظما لكتابه مادحا له تلك آيات الكتاب أي: الآيات الدالة على أحسن المعاني وأفضل المطالب، وقرآن مبين للحقائق بأحسن لفظ وأوضحه وأدله على المقصود.

                                                                                                                                                                                                                                        (2 ) وهذا مما يوجب على الخلق الانقياد إليه، والتسليم لحكمه وتلقيه بالقبول والفرح والسرور.

                                                                                                                                                                                                                                        فأما من قابل هذه النعمة العظيمة بردها والكفر بها، فإنه من المكذبين الضالين، الذين سيأتي عليهم وقت يتمنون أنهم مسلمون، أي: منقادون لأحكامه ، وذلك حين ينكشف الغطاء، وتظهر أوائل الآخرة ومقدمات الموت، فإنهم في أحوال الآخرة كلها يتمنون أنهم مسلمون، وقد فات وقت الإمكان، ولكنهم في هذه الدنيا مغترون.

                                                                                                                                                                                                                                        (3 ) فـ ذرهم يأكلوا ويتمتعوا بلذاتهم ويلههم الأمل أي: يؤملون البقاء في الدنيا فيلهيهم عن الآخرة، فسوف يعلمون أن ما هم عليه باطل، وأن أعمالهم ذهبت خسرانا عليهم، ولا يغتروا بإمهال الله تعالى؛ فإن هذه سنته في الأمم.

                                                                                                                                                                                                                                        (4 وما أهلكنا من قرية كانت مستحقة للعذاب إلا ولها كتاب معلوم مقدر لإهلاكها.

                                                                                                                                                                                                                                        (5 ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون وإلا فالذنوب لا بد من وقوع أثرها وإن تأخر.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية