الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          كوس

                                                          كوس : الكوس : المشي على رجل واحدة ، ومن ذوات الأربع على ثلاث قوائم ، وقيل : الكوس أن يرفع إحدى قوائمه وينزو على ما بقي ، وقد كاست تكوس كوسا ; قال الأعور النبهاني :


                                                          ولو عند غسان السليطي عرست رغا فرق منها ، وكاس عقير

                                                          وقال حاتم الطائي :


                                                          وإبلي رهن أن يكوس كريمها     عقيرا ، أمام البيت حين أثيرها

                                                          أي تعقر إحدى قوائم البعير فيكوس على ثلاث ; وقالت عمرة أخت العباس بن مرداس وأمها الخنساء ترثي أخاها ، وتذكر أنه كان يعرقب الإبل :


                                                          فظلت تكوس على أكرع     ثلاث ، وغادرت أخرى خضيبا

                                                          تعني القائمة التي عرقبها فهي مخضبة بالدم . وكاس البعير إذا مشى على ثلاث قوائم ، وهو معرقب . والتكاوس : التراكم والتزاحم . وتكاوس النخل والشجر والعشب : كثر والتف ; قال عطارد بن قران :


                                                          ودوني من نجران ركن عمرد     ومعتلج من نخله متكاوس

                                                          وتكاوس النبت : التف وسقط بعضه على بعض ، فهو متكاوس . وفي حديث قتادة ذكر أصحاب الأيكة فقال : كانوا أصحاب شجر متكاوس أي ملتف متراكب ، ويروى متكادس ، وهو بمعناه . وفي النوادر : اكتاسني فلان عن حاجتي وارتكسني أي حبسني . والكوس ، بالضم : الطبل ، ويقال : هو معرب . ومكوس على مفعل : اسم حمار . ولمعة كوساء : متراكمة ملتفة . والمتكاوس في القوافي : نوع منها ، وهو ما توالى فيه أربع متحركات بين ساكنين ، شبه بذلك لكثرة الحركات فيه كأنها التفت . وكاس الرجل كوسا وكوسه : أخذ برأسه فنصاه إلى الأرض ، وقيل : كبه [ ص: 133 ] على رأسه . وكاس هو يكوس : انقلب . وفي حديث عبد الله بن عمر : أنه كان عند الحجاج فقال : ما ندمت على شيء ندمي أن لا أكون قتلت ابن عمر ، فقال عبد الله : أما والله لو فعلت ذلك لكوسك الله في النار أعلاك أسفلك ; قال أبو عبيد : قوله لكوسك الله يعني لكبك الله فيها وجعل أعلاك أسفلك ، وهو كقولهم : كلمته فاه إلى في ، في وقوعه موقع الحال . ويقال : كوسته على رأسه تكويسا ، وقد كاس يكوس إذا فعل ذلك . والكوس : خشبة مثلثة تكون مع النجار يقيس بها تربيع الخشب ، وهي كلمة فارسية ، والكوس أيضا كأنها أعجمية ، والعرب تكلمت بها ، وذلك إذا أصاب الناس خب في البحر فخافوا الغرق ، قيل : خافوا الكوس . ابن سيده : والكوس هيج البحر وخبه ومقاربة الغرق فيه ، وقيل : هو الغرق ، وهو دخيل . والكوسي من الخيل : القصير الدوارج ، فلا تراه إلا منكسا إذا جرى ، والأنثى كوسية ، وقال غيره : هو القصير اليدين . وكاست الحية إذا تحوت في مكاسها ، وفي نسخة في مساكها . وكوساء : موضع ; قال أبو ذؤيب :


                                                          إذا ذكرت قتلى بكوساء ، أشعلت     كواهية الأخرات رث صنوعها

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية