الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ فروع ]

لون أضحيته عليه الصلاة والسلام سوداء .

التالي السابق


( قوله لون أضحيته عليه الصلاة والسلام سوداء ) فيه حمل العين على العرض ا هـ ح . وأجاب ط بأنه أنثه نظرا للمضاف إليه [ ص: 332 ] أقول : وما ذكره من أنها سوداء مبني على ما فهمه ابن الشحنة من كلام ابن وهبان في شرحه أوقعه فيه التحريف . والصواب أنها بيضاء كما نبه عليه الشرنبلالي ، وسنذكر كلامه عند النظم ، ويؤيده ما في الهداية : قد صح { أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين موجوءين } ا هـ والوجاء على وزن فعال : نوع من الخصاء كما قدمناه . واختلف في الأملح ، ففي أبي السعود عن فتح الباري لابن حجر : هو الذي بياضه أكثر من سواده ويقال هو الأغبر وهو قول الأصمعي وزاد الخطابي : هو الذي في خلل صوفه طبقات سود ، ويقال الأبيض الخالص ، قاله ابن الأعرابي ، وبه تمسك الشافعية في تفضيل الأبيض في الأضحية ، وقيل الذي يعلوه حمرة وقيل الذي ينظر في سواد ويأكل في سواد ويمشي في سواد ويبرك في سواد : أي إن مواضع هذه منه سواد وما عداه أبيض ا هـ . أقول : وفي البدائع : أفضل الشاء أن يكون كبشا أملح أقرن موجوءا والأقرن : العظيم القرن . والأملح : الأبيض ا هـ وظاهره أن المراد الأبيض الخالص فيوافق قول الشافعية ، وفسره في العناية والكفاية بالأبيض الذي فيه شعرات سود وهو كذلك في القاموس ، ويمكن حمل ما في البدائع عليه




الخدمات العلمية