الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب مناقب أبي ذر رضي الله عنه

                                                                                                          3801 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا ابن نمير عن الأعمش عن عثمان بن عمير وهو أبو اليقظان عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر قال وفي الباب عن أبي الدرداء وأبي ذر قال وهذا حديث حسن

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( مناقب أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- ) اسمه جندب بن جنادة ، وهو من أعلام الصحابة وزهادهم ، والمهاجرين وأسلم قديما بمكة ، يقال : كان خامسا في الإسلام ثم انصرف إلى قومه فأقام عندهم إلى أن قدم المدينة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الخندق ثم سكن الربذة إلى أن مات بها سنة اثنتين في خلافة عثمان وكان يتعبد قبل مبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- .

                                                                                                          قوله : ( عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي ) البصري ، ثقة من الثالثة . قوله : " ما أظلت " أي : على أحد " الخضراء " أي : السماء " ولا أقلت " بتشديد اللام أي : حملت ورفعت " الغبراء " أي : الأرض " أصدق من أبي ذر " مفعول أقلت وصفة للأحد المقدر وهو نوع من التنازع ، والمراد بهذا الحصر التأكيد ، والمبالغة في صدقه أي : هو متناه في الصدق لا أنه أصدق من غيره مطلقا إذ لا يصح أن يقال : أبو ذر أصدق من أبي بكر -رضي الله عنه- وهو صديق هذه الأمة وخيرها بعد نبيها ، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أصدق من أبي ذر وغيره . كذا قالوا ، قال القاري : وفيه أنه -صلى الله عليه وسلم- وسائر الأنبياء مستثنى شرعا ، وأما الصديق لكثرة تصديقه لا يمنع أن يكون أحد أصدق في قوله ، وقد جاء في الحديث أقرؤكم أبي ، وأقضاكم علي ، ولا بدع أن يكون في المفضول ما لا يوجد في الفاضل ، أو يشترك هو والأفضل في صفة من الصفات على وجه التسوية . قوله : ( وفي الباب عن أبي الدرداء وأبي ذر ) أما حديث أبي الدرداء فأخرجه أحمد في مسنده ، وأما حديث أبي ذر فأخرجه الترمذي بعد هذا . قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه أحمد وابن ماجه ، والحاكم .




                                                                                                          الخدمات العلمية