nindex.php?page=treesubj&link=30202_30347_30614_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=105يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من [ ص: 441 ] ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=105يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم في سبب نزولها قولان .
أحدهما:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى هجر ، وعليهم المنذر بن ساوي يدعوهم إلى الإسلام ، فإن أبوا فليؤدوا الجزية ، فلما أتاه الكتاب ، عرضه على من عنده من العرب واليهود والنصارى والمجوس ، فأقروا بالجزية ، وكرهوا الإسلام ، فكتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما العرب فلا تقبل منهم إلا الإسلام أو السيف ، وأما أهل الكتاب والمجوس ، فاقبل منهم الجزية" فلما قرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت العرب ، وأعطى أهل الكتاب والمجوس الجزية ، فقال منافقو مكة: عجبا لمحمد يزعم أن الله بعثه ليقاتل الناس كافة حتى يسلموا ، وقد قبل من مجوس هجر ، وأهل الكتاب الجزية ، فهلا أكرههم على الإسلام ، وقد ردها على إخواننا من العرب ، فشق ذلك على المسلمين ، فنزلت هذه الآية ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12047أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبل الجزية إلا من أهل الكتاب فلما أسلمت العرب طوعا وكرها ، قبلها من مجوس هجر ، فطعن المنافقون في ذلك ، فنزلت هذه الآية .
والثاني: أن الرجل كان إذا أسلم ، قالوا له: سفهت آباءك وضللتهم ، وكان ينبغي لك أن تنصرهم ، فنزلت هذه الآية ، قاله
ابن زيد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : ومعنى الآية: إنما ألزمكم الله أمر أنفسكم ، ولا يؤاخذكم بذنوب غيركم ، وهذه الآية لا توجب ترك الأمر بالمعروف ، لأن المؤمن إذا تركه وهو مستطيع له ، فهو
[ ص: 442 ] ضال ، وليس بمهتد . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان: لم يأت تأويلها بعد . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: تأويلها في آخر الزمان: قولوا ما قبل منكم ، فإذا غلبتم ، فعليكم أنفسكم .
وفي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=105لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قولان .
[ ص: 443 ] أحدهما: لا يضركم من ضل بترك الأمر بالمعروف إذا اهتديتم أنتم للأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وابن المسيب .
والثاني: لا يضركم من ضل من أهل الكتاب إذا أدوا الجزية ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
وفي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=105فينبئكم بما كنتم تعملون تنبيه على الجزاء .
فصل
فعلى ما ذكرنا عن
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج في معنى الآية هي محكمة ، وقد ذهب قوم من المفسرين إلى أنها منسوخة ، ولهم في ناسخها قولان .
أحدهما: أنه آية السيف .
والثاني: أن آخرها نسخ أولها . روي عن
أبي عبيد أنه قال: ليس في القرآن آية جمعت الناسخ والمنسوخ غير هذه ، وموضع المنسوخ منها إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=105لا يضركم من ضل والناسخ: قوله: إذا اهتديتم . والهدى هاهنا: الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر .
nindex.php?page=treesubj&link=30202_30347_30614_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=105يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ [ ص: 441 ] ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=105يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى هَجَرٍ ، وَعَلَيْهِمُ الْمُنْذِرُ بْنُ سَاوِي يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَإِنْ أَبَوْا فَلْيُؤَدُّوا الْجِزْيَةَ ، فَلَمَّا أَتَاهُ الْكِتَابُ ، عَرَضَهُ عَلَى مَنْ عِنْدَهُ مِنَ الْعَرَبِ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ ، فَأَقَرُّوا بِالْجِزْيَةِ ، وَكَرِهُوا الْإِسْلَامَ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمَّا الْعَرَبُ فَلَا تَقْبَلْ مِنْهُمْ إِلَّا الْإِسْلَامَ أَوِ السَّيْفَ ، وَأَمَّا أَهْلُ الْكِتَابِ وَالْمَجُوسُ ، فَاقْبَلْ مِنْهُمُ الْجِزْيَةَ" فَلَمَّا قَرَأَ عَلَيْهِمْ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْلَمَتِ الْعَرَبُ ، وَأَعْطَى أَهْلُ الْكِتَابِ وَالْمَجُوسُ الْجِزْيَةَ ، فَقَالَ مُنَافِقُو مَكَّةَ: عَجَبًا لِمُحَمَّدٍ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ بَعَثَهُ لِيُقَاتِلَ النَّاسَ كَافَّةً حَتَّى يُسْلِمُوا ، وَقَدْ قَبِلَ مِنْ مَجُوسِ هَجَرٍ ، وَأَهْلِ الْكِتَابِ الْجِزْيَةَ ، فَهَلَّا أَكْرَهَهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ ، وَقَدْ رَدَّهَا عَلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الْعَرَبِ ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12047أَبُو صَالِحٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَقْبَلُ الْجِزْيَةَ إِلَّا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلَمَّا أَسْلَمَتِ الْعَرَبُ طَوْعًا وَكُرْهًا ، قَبِلَهَا مِنْ مَجُوسِ هَجَرٍ ، فَطَعَنَ الْمُنَافِقُونَ فِي ذَلِكَ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ .
وَالثَّانِي: أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ إِذَا أَسْلَمَ ، قَالُوا لَهُ: سَفَّهْتَ آبَاءَكَ وَضَلَّلَتْهُمْ ، وَكَانَ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَنْصُرَهُمْ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ، قَالَهُ
ابْنُ زَيْدٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَمَعْنَى الْآيَةِ: إِنَّمَا أَلْزَمَكُمُ اللَّهُ أَمْرَ أَنْفُسِكُمْ ، وَلَا يُؤَاخِذُكُمْ بِذُنُوبِ غَيْرِكُمْ ، وَهَذِهِ الْآيَةُ لَا تُوجِبُ تَرْكَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ ، لِأَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا تَرَكَهُ وَهُوَ مُسْتَطِيعٌ لَهُ ، فَهُوَ
[ ص: 442 ] ضَالٌّ ، وَلَيْسَ بِمُهْتَدٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: لَمْ يَأْتِ تَأْوِيلُهَا بَعْدُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ: تَأْوِيلُهَا فِي آخِرِ الزَّمَانِ: قُولُوا مَا قُبِلَ مِنْكُمْ ، فَإِذَا غُلِبْتُمْ ، فَعَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ .
وَفِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=105لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ قَوْلَانِ .
[ ص: 443 ] أَحَدُهُمَا: لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ بِتَرْكِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ أَنْتُمْ لِلْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=21حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وَابْنُ الْمُسَيَّبِ .
وَالثَّانِي: لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِذَا أَدَّوُا الْجِزْيَةَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
وَفِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=105فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ تَنْبِيهٌ عَلَى الْجَزَاءِ .
فَصْلٌ
فَعَلَى مَا ذَكَرْنَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجِ فِي مَعْنَى الْآيَةِ هِيَ مُحْكَمَةٌ ، وَقَدْ ذَهَبَ قَوْمٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ إِلَى أَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ ، وَلَهُمْ فِي نَاسِخِهَا قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ آيَةُ السَّيْفِ .
وَالثَّانِي: أَنَّ آخِرَهَا نَسَخَ أَوَّلَهَا . رُوِيَ عَنْ
أَبِي عُبَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ جَمَعَتِ النَّاسِخَ وَالْمَنْسُوخَ غَيْرُ هَذِهِ ، وَمَوْضِعُ الْمَنْسُوخِ مِنْهَا إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=105لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ وَالنَّاسِخُ: قَوْلُهُ: إِذَا اهْتَدَيْتُمْ . وَالْهُدَى هَاهُنَا: الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ .