الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8446 ) فصل : وكذلك كل شهادة على فعلين ، مثل أن يشهد اثنان أنه زنى بامرأة ، وآخران أنه زنى بأخرى ، أو يشهدان أنه زنى بها في يوم ، وآخران أنه زنى بها في آخر ، أو يشهدان أنه زنى بها ليلا ، وآخران أنه زنى بها نهارا ، أو يشهدان أنه زنى بها غدوة ، ويشهد آخران أنه زنى بها عشيا ، وأشباه هذا ، فإنهم قذفة في هذه [ ص: 220 ] المواضع ، وعليهم الحد ; لما ذكرناه .

                                                                                                                                            فإن شهد اثنان أنه زنى بها في زاوية بيت ، وشهد آخران أنه زنى بها في زاوية منه أخرى ، وكانتا متباعدتين ، فالحكم فيه كما ذكرنا . وقال أبو حنيفة : تقبل شهادتهم ، ويحد المشهود عليه استحسانا . وهو قول أبي بكر . ولنا ، أنهما مكانان لا يمكن وقوع الفعل الواحد فيهما ، ولا يصح نسبته إليهما ، فأشبها البيتين . وأما إن كانتا متقاربتين ، تمكن نسبته إلى كل واحدة منهما ، لقربه منها ، كملت الشهادة ; لإمكان صدقهم في نسبته إلى الزاويتين جميعا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية