الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      92- وقال: (وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) فرفعه على العطف كأنه إنما يريد أن يقول: "إنما يقول كن فيكون" وقد يكون أيضا رفعه على الابتداء. وقال: (إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) فإن جعلت: (يكون) ها هنا معطوفة. نصبت؛ لأن: (أن تقول) نصب بـ "أن" كأنه يريد: أن نقول فيكون. فإن قال: "كيف والفاء ليست في هذا المعنى؟

                                                                                                                                                                                                                      فإن الفاء والواو قد يعطفان على ما قبلهما ما بعدهما، وإن لم تكن في معناه نحو: "ما أنت وزيد"، وإنما يريد "لم تضرب زيدا" وترفعه على "ما أنت وما زيد؟" وليس ذلك معناه. ومثل قولك: "إياك والأسد". والرفع في قوله: (فيكون) على الابتداء نحو قوله: (لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء) وقال: (ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا) [ ص: 153 ] . وقد يكون النصب في قوله: (ويتخذها) وفي: (نقر في الأرحام) أيضا على أول الكلام. قال الشاعر [ ابن أحمر ] فرفع على الابتداء:


                                                                                                                                                                                                                      (123) يعالج عاقرا أعيت عليه ليلقحها فينتجها حوارا

                                                                                                                                                                                                                      وقال الشاعر أيضا: [ عروة بن حزام ] أيضا:


                                                                                                                                                                                                                      (134) وما هو إلا أن أراها فجاءة     فأبهت حتى ما أكاد أجيب

                                                                                                                                                                                                                      والنصب في قوله: (فأبهت) على العطف والرفع على الابتداء.

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية