الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: إن تعذبهم فإنهم عبادك

                                          [7058] حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، ثنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، أن بكر بن سوادة ، حدثه عن عبد الرحمن بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول عيسى : إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم فرفع يديه وقال: اللهم أمتي أمتي ، وبكى فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فاسأله ما يبكيه ، فأتاه جبريل [ ص: 1255 ] فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال: وهو أعلم ، فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد ، فقل: إنا سنرضيك في أمتك فلا نسوءك

                                          [7059] أخبرنا جعفر بن علي الحنفي ، فيما كتب إلي ، ثنا ابن أبي أويس ، حدثني عبد القدوس بن إبراهيم الصنعاني ، عن إبراهيم بن عمر ، عن وهب بن منبه ، عن أبي عثمان النهدي ، عن سلمان الخير ، أنه قال: لما سأل الحواريون عيسى ابن مريم المائدة أوحى الله إلى عيسى ابن مريم أني معذب منهم من كفر بالمائدة بعد نزولها عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ، فقال عيسى مستكينا لربه: إلهي إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم فلما أمسى المرتابون بها ، وأخذوا مضاجعهم في أحسن صورة مع نسائهم آمنين ، فلما كان في آخر الليل مسخهم الله خنازير ، وأصبحوا يتتبعون الأقذار في الكناسات وأما سائر بني إسرائيل يطيفون بعيسى خوفا ورعبا مما لقي أصحابهم

                                          [7060] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم ، فيما كتب إلي، ثنا أحمد بن مفضل ، ثنا أسباط ، عن السدي ، قوله: إن تعذبهم فإنهم عبادك يقول: إن تعذبهم تمتهم بنصرانيتهم فيحق عليهم العذاب فإنهم عبادك

                                          [7061] ذكر عن سلمة بن شبيب ، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، ثنا ابن لهيعة ، ثنا ابن هبيرة ، حدثنا أبو تميم ، حدثني سعيد بن المسيب ، أنه سمع حذيفة ، يقول: غاب عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فلم يخرج حتى ظننا ألا يخرج ، فلما خرج قال: " إن ربي قال لي: في أمتي بالذي يفعل به ، فقلت: ما شئت هم خلقك وعبادك ، إن تعذبهم فأنت أعلم ، ثم قال في الثالثة: فقلت مثل ذلك ، فبشرني أني أول من يدخل الجنة ، ومعي سبعون ألفا من أمتي يدخلون الجنة ، مع كل ألف سبعون ألفا بغير حساب "

                                          [7062] أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم ، فيما كتب إلي ، ثنا أحمد بن مفضل ، ثنا أسباط ، عن السدي ، قوله: وإن تغفر لهم فتخرجهم من النصرانية ، وتهدهم إلى الإسلام ، فإنك أنت العزيز الحكيم. هذا قول عيسى عليه السلام في الدنيا

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية