الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : واعبد ربك

                                                                                                                                                                                                                                      . أمر الله - جل وعلا - نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأن يعبد ربه ، أي : يتقرب له على وجه الذل والخضوع والمحبة ، بما أمر أن يتقرب له به من جميع الطاعات على الوجه المشروع . وجل القرآن في تحقيق هذا الأمر الذي هو حظ الإثبات من لا إله إلا الله ، مع حظ النفي منها . وقد بين القرآن أن هذا لا ينفع إلا مع تحقيق الجزء الثاني من كلمة التوحيد ، الذي هو حظ النفي منها ، وهو خلع جميع المعبودات سوى الله تعالى في جميع أنواع العبادات ; قال تعالى : فاعبده وتوكل عليه [ 11 \ 123 ] ، وقال فاعبده واصطبر لعبادته [ 19 \ 65 ] ، وقال : واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا [ 4 \ 36 ] ، وقال فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى [ 2 \ 256 ] ، وقال : وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون [ 12 \ 106 ] ، والآيات في مثل ذلك كثيرة جدا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية