الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4531 [ ص: 171 ] [ باب] قوله: وما أنا من المتكلفين [ ص: 86]

                                                                                                                                                                                                                              4809 - حدثنا قتيبة، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: دخلنا على عبد الله بن مسعود، قال: يا أيها الناس، من علم شيئا فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم، قال الله -عز وجل- لنبيه - صلى الله عليه وسلم - قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين [ ص: 86] وسأحدثكم عن الدخان إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا قريشا إلى الإسلام فأبطئوا عليه فقال: " اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف"، فأخذتهم سنة فحصت كل شيء حتى أكلوا الميتة والجلود، حتى جعل الرجل يرى بينه وبين السماء دخانا من الجوع، قال الله -عز وجل-: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم [ الدخان: 11، 10] قال: فدعوا ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون [ الدخان: 12 - 15] أفيكشف العذاب يوم القيامة؟ قال: فكشف، ثم عادوا في كفرهم، فأخذهم الله يوم بدر، قال الله تعالى يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون . [ الدخان: 16].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث مسروق قال: دخلنا على عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، فقال: يا أيها الناس، من علم شيئا فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم، الحديث بطوله، وقد سلف قريبا.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 172 ] ومعنى قوله: ( فليقل: الله أعلم )، أي: يبين أنه لا يعلمه، وقد سأل عمر - رضي الله عنه - يوما [ قوما] من الصحابة عن شيء، فقال بعضهم: الله أعلم، فقال عمر - رضي الله عنه -: إن علم أحدكم فليقل بما يعلم، وإلا فليقل: لا أعلم، وإنما كره ذلك أن يقال على وجه الامتناع من القول من غير أن يريد أنه لا يعلم.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ( فحصت كل شيء ) أي: أذهبت نباتها وخيرها بالجدب، يقال: سنة حصاء إذا كانت جرداء لا خير فيها.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية