الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 440 ] ذكر الإخبار عن وصف أول ما يأكل أهل الجنة عند دخولهم إياها تفضل الله علينا بذلك

                                                                                                                          7422 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت قال : حدثنا محمد بن خلف الداري قال : حدثنا معمر بن يعمر قال : حدثنا معاوية بن سلام قال : أخبرني زيد بن سلام ، أنه سمع أبا سلام قال : حدثني أبو أسماء الرحبي ، أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه قال : كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ جاء حبر من أحبار اليهود ، فقال : سلام عليك يا محمد ، قال : فدفعته دفعة كاد يصرع منها ، فقال : لم تدفعني ؟ فقلت : ألا تقول يا رسول الله ؟ قال اليهودي : إنما أدعوه باسمه الذي [ ص: 441 ] سماه به أهله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي ، فقال اليهودي : جئت أسألك ، قال رسول الله : ينفعك شيء إن أخبرتك ؟ قال : أسمع ما تحدث ، فنكت رسول الله بعود معه ، وقال : سل ، فقال اليهودي : أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ؟ فقال رسول الله : هم في الظلمة دون الجسر ، قال : فمن أول الناس إجازة ؟ فقال : فقراء المهاجرين ، فقال اليهودي : فما تحفتهم حين يدخلون الجنة ؟ قال : زائدة كبد النون ، قال : ما غداؤهم على إثرها ؟ قال : ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها ، قال : فما شرابهم عليه ؟ قال : من عين فيها تسمى سلسبيلا ، قال : صدقت ، قال : وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي ، قال : ينفعك إن حدثتك ؟ فقال : أسمع بأذني جئت أسألك عن الولد ، فقال : ماء الرجل أبيض ، وماء المرأة أصفر ، فإذا اجتمعا فعلا ماء الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله ، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله ، فقال اليهودي : لقد صدقت ، وإنك لنبي وانصرف ، فذهب ، فقال رسول الله : لقد سألني هذا عن الذي سألني وما لي علم بشيء منه حتى أتاني الله به .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية