الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8494 ) فصل : قال أحمد رحمه الله ، إذا قال : اشهد على مائة درهم ومائة درهم . فشهد على مائة دون مائة ، كره ، إلا أن يقول : أشهد ولي على مائة ومائة . يحكيه كله للحاكم كما كان . وقال أحمد : إذا شهد على ألف ، وكان الحاكم لا يحكم إلا على مائة ومائتين ، فقال له صاحب الحق : أريد أن تشهد لي على مائة ، لم يشهد إلا بألف . قال القاضي : وذلك أن على الشاهد نقل الشهادة على ما شهد ، قال الله تعالى : { ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها } .

                                                                                                                                            ولأنه لو ساغ للشاهد أن يشهد ببعض ما أشهد عليه ، لساغ للقاضي أن يقضي ببعض ما شهد به الشاهد . وقال أبو الخطاب : عندي يجوز أن يشهد بذلك ; لأن من شهد بألف ، فقد شهد بمائة ، فإذا شهد بمائة ، لم يكن كاذبا في شهادته ، فجاز ، كما لو كان قد أقرضه مائة مرة ، وتسعمائة مرة أخرى . والأول أصح ; لما ذكره القاضي ، ولأن شهادته بمائة ربما أوهمت أن هذه المائة غير التي شهدت بأصله ، فيؤدي إلى إيجابها عليه مرتين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية