nindex.php?page=treesubj&link=1970_30180_30532_30539_34153_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=47قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون
الخطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=47قل وللنبي -صلى الله عليه وسلم- وللمشركين في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=47أرأيتكم وقد ذكرنا تخريج هذا اللفظ على ما يقوله النحويون واللغويون في البحث السابق، فارجع إليه.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=47بغتة أي: مفاجأة، و:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=47جهرة أي: جهارا، وقد ذكرت الجهرة في مقابل البغتة; لأن البغتة بمقتضى المعتادة تكون في خفية ولا إعلان فيها من قبل، أو على الأقل تجيء من غير ترقب ولا انتظار، فهي خافية على من نزلت عليهم، ولذلك قابلتها (جهرة)، ولقد فسر
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري احتمال (بغتة) أن تكون بمعنى ليلا، وجهرة بمعنى نهارا، وهو معنى مقارب؛ لأن المفاجأة تكون بالليل، والعلنية تكون بالنهار عادة.
وعذاب الله تعالى يجيء من غير ترقب. كحال الذين قالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24عارض ممطرنا فقال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=47هل يهلك إلا القوم الظالمون الاستفهام هنا إنكاري لإنكار الوقوع، أي: لا يهلك إلا القوم الذين تجمعوا على الظلم، وتحزبوا وتضافروا عليه، وتعاونوا على إثمه. وهنا مباحث لفظية موضحة:
أولها: لماذا كان النفي بالاستفهام؟ الجواب عن ذلك للتنبيه، كأنه كان سؤال وكانت إجابة، وذلك تأكيد للنفي فضل تأكيد.
ثانيها: أن سبب الهلاك هو الظلم، فقد ظلموا بسبب الشرك، وظلموا بعدم الطاعة، وظلموا أنفسهم بضلالها، والظلم وخيم العاقبة.
[ ص: 2506 ] ثالثها: أن الكلام فيه حصر الهلاك في الظالمين مع أن الفتنة تعم ولا تخص، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=25واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم
ونقول في الجواب عن ذلك: إن الله لا يهلك الظالمين إلا إذا ساد الظلم، فبعضهم وقع منهم الظلم فعلا، والآخرون سكتوا عنه فكانوا ظالمين بسكوتهم، وقد قال تعالى في شأن بني إسرائيل:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=78لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=79كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون
ولقد ورد في الأثر: إن الله لا يعذب العامة بظلم الخاصة، إلا إذا رأوا المنكر وسكتوا عنه. أو كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
nindex.php?page=treesubj&link=1970_30180_30532_30539_34153_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=47قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ
الْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=47قُلْ وَلِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلِلْمُشْرِكِينَ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=47أَرَأَيْتَكُمْ وَقَدْ ذَكَرْنَا تَخْرِيجَ هَذَا اللَّفْظِ عَلَى مَا يَقُولُهُ النَّحْوِيُّونَ وَاللُّغَوِيُّونَ فِي الْبَحْثِ السَّابِقِ، فَارْجِعْ إِلَيْهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=47بَغْتَةً أَيْ: مُفَاجَأَةً، وَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=47جَهْرَةً أَيْ: جِهَارًا، وَقَدْ ذُكِرَتِ الْجَهْرَةُ فِي مُقَابِلِ الْبَغْتَةِ; لِأَنَّ الْبَغْتَةَ بِمُقْتَضَى الْمُعْتَادَةِ تَكُونُ فِي خُفْيَةٍ وَلَا إِعْلَانٍ فِيهَا مِنْ قَبْلُ، أَوْ عَلَى الْأَقَلِّ تَجِيءُ مِنْ غَيْرِ تَرَقُّبٍ وَلَا انْتِظَارٍ، فَهِيَ خَافِيَةٌ عَلَى مَنْ نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ، وَلِذَلِكَ قَابَلَتْهَا (جَهْرَةً)، وَلَقَدْ فَسَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ احْتِمَالَ (بَغْتَةً) أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى لَيْلًا، وَجَهْرَةً بِمَعْنَى نَهَارًا، وَهُوَ مَعْنًى مُقَارِبٌ؛ لِأَنَّ الْمُفَاجَأَةَ تَكُونُ بِاللَّيْلِ، وَالْعَلَنِيَّةُ تَكُونُ بِالنَّهَارِ عَادَةً.
وَعَذَابُ اللَّهِ تَعَالَى يَجِيءُ مِنْ غَيْرِ تَرَقُّبٍ. كَحَالِ الَّذِينَ قَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24عَارِضٌ مُمْطِرُنَا فَقَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=47هَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ الِاسْتِفْهَامُ هُنَا إِنْكَارِيٌّ لِإِنْكَارِ الْوُقُوعِ، أَيْ: لَا يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ تَجَمَّعُوا عَلَى الظُّلْمِ، وَتَحَزَّبُوا وَتَضَافَرُوا عَلَيْهِ، وَتَعَاوَنُوا عَلَى إِثْمِهِ. وَهُنَا مَبَاحِثُ لَفْظِيَّةٌ مُوَضِّحَةٌ:
أَوَّلُهَا: لِمَاذَا كَانَ النَّفْيُ بِالِاسْتِفْهَامِ؟ الْجَوَابُ عَنْ ذَلِكَ لِلتَّنْبِيهِ، كَأَنَّهُ كَانَ سُؤَالٌ وَكَانَتْ إِجَابَةٌ، وَذَلِكَ تَأْكِيدٌ لِلنَّفْيِ فَضْلَ تَأْكِيدٍ.
ثَانِيهَا: أَنَّ سَبَبَ الْهَلَاكِ هُوَ الظُّلْمُ، فَقَدْ ظَلَمُوا بِسَبَبِ الشِّرْكِ، وَظَلَمُوا بِعَدَمِ الطَّاعَةِ، وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ بِضَلَالِهَا، وَالظُّلْمُ وَخِيمُ الْعَاقِبَةِ.
[ ص: 2506 ] ثَالِثُهَا: أَنَّ الْكَلَامَ فِيهِ حَصْرَ الْهَلَاكِ فِي الظَّالِمِينَ مَعَ أَنَّ الْفِتْنَةَ تَعُمُّ وَلَا تَخُصُّ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=25وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ
وَنَقُولُ فِي الْجَوَابِ عَنْ ذَلِكَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يُهْلِكُ الظَّالِمِينَ إِلَّا إِذَا سَادَ الظُّلْمُ، فَبَعْضُهُمْ وَقَعَ مِنْهُمُ الظُّلْمُ فِعْلًا، وَالْآخَرُونَ سَكَتُوا عَنْهُ فَكَانُوا ظَالِمِينَ بِسُكُوتِهِمْ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِي شَأْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=78لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=79كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
وَلَقَدْ وَرَدَ فِي الْأَثَرِ: إِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِظُلْمِ الْخَاصَّةِ، إِلَّا إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ وَسَكَتُوا عَنْهُ. أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.