الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 326 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      سورة النحل

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : أتى أمر الله .

                                                                                                                                                                                                                                      أي : قرب وقت إتيان القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وعبر بصيغة الماضي ; تنزيلا لتحقق الوقوع منزلة الوقوع . واقتراب القيامة المشار إليه هنا بينه - جل وعلا - في مواضع أخر ، كقوله : اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون [ 21 \ 1 ] ، وقوله - جل وعلا - : اقتربت الساعة وانشق القمر [ 54 \ 1 ] ، وقوله : وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا [ 33 \ 63 ] ، وقوله : وما يدريك لعل الساعة قريب [ 42 \ 17 ] ، وقوله - جل وعلا - : أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة [ 53 \ 75 - 58 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      والتعبير عن المستقبل بصيغة الماضي ; لتحقق وقوعه كثير في القرآن ، كقوله : ونفخ في الصور فصعق من في السماوات الآية [ 39 \ 68 ] ، وقوله : ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار . . . الآية [ 7 \ 44 ] ، وقوله : وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون وسيق الذين كفروا . . الآية [ 39 \ 69 - 71 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      فكل هذه الأفعال الماضية بمعنى الاستقبال ، نزل تحقق وقوعها منزلة الوقوع .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية