الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية فيه وجهان: أحدهما: يعني بالسر ما خفي ، وبالعلانية ما ظهر ، وهو قول الأكثرين.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أن السر التطوع ، والعلانية الفرض ، قاله القاسم بن يحيى. ويحتمل وجها ثالثا: أن السر الصدقات ، والعلانية النفقات. من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال فيه تأويلان: أحدهما: معناه لا فدية ولا شفاعة للكافر.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أن معنى قوله لا بيع أي لا تباع الذنوب ولا تشترى الجنة. ومعنى قوله ولا خلال أي لا مودة بين الكفار في القيامة لتقاطعهم. ثم فيه وجهان: أحدهما: أن الخلال جمع خلة ، مثل قلال وقلة.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنه مصدر من خاللت خلالا ، مثل قاتلت قتالا. ومنه قول لبيد :


                                                                                                                                                                                                                                        خالت البرقة شركا في الهدى خلة باقية دون الخلل



                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية