الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 218 ] ( 44 ) ومن سورة الدخان

                                                                                                                                                                                                                              وقال مجاهد: رهوا : طريقا يابسا. على العالمين : على من بين ظهريه. فاعتلوه : ادفعوه. وزوجناهم بحور : أنكحناهم حورا عينا يحار فيها الطرف. ترجمون : القتل. ورهوا: ساكنا. وقال ابن عباس: كالمهل : أسود كمهل الزيت. وقال غيره: تبع : ملوك اليمن، كل واحد منهم يسمى تبعا ; لأنه يتبع صاحبه، والظل يسمى تبعا لأنه يتبع الشمس.

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              هي مكية. وفي الترمذي : غريبا عن أبي هريرة مرفوعا: "من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك" وعنه: "من قرأ الدخان ليلة الجمعة غفر له".

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 219 ] ( ص ) ( قال مجاهد : رهوا : طريقا يابسا ) هذا أسنده ابن أبي حاتم من حديث ابن أبي نجيح عنه. وعنه: منفرجا. أسنده عبد مع الأول أيضا، وقال في الأول: يابسا كهيئته بعد أن ضربه، قال: لا تأمره يرجع، اتركه حتى يدخله آخرهم.

                                                                                                                                                                                                                              ثم قال البخاري : ويقال: [ رهوا] ساكنا. أي: كهيئته -كما ذكرنا- وذلك لأن موسى سأل ربه أن يرسل البحر ; خوفا أن يعبر فرعون في أثره فقال الله ذلك، وكان عرضه فرسخين، وفيه قول ثالث: أي: سهلا. وآخر: صعودا. قاله مقاتل .

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( على العالمين على من بين ظهريه ) أي: من عالمي زمانهم.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( فاعتلوه : ادفعوه ) إلى النار وسوقوه، وقرئ بضم التاء وكسرها.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( ترجمون : القتل ) قلت: ( حصبته ) قاله قتادة ، وقال ابن عباس : يشتمون ويقولون: هو ساحر.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 220 ] ( ص ) ( وقال ابن عباس : كالمهل : أسود كمهل الزيت ). رواه جويبر، عن الضحاك ، وقيل: هو درديه، وقيل: السم. وقال الأصمعي : هو بفتح الميم: الصديد وما يسيل من الميت. وعن غيره: هو كعكر الزيت، وبالضم: الرماد ونحوه، وقيل: هو خبث الجواهر. حكاه ابن سيده ، وقيل: الذي انتهى حره. حكاه عبد، عن ابن جبير .

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( وقال غيره ) يعني: غير ابن عباس ( تبع : ملوك اليمن كل واحد منهم تبعا ; لأنه يتبع صاحبه، والظل يسمى تبعا ; لأنه يتبع الشمس ). قلت: وتبع هنا هو تبع الحميري، وكان سار بالجيوش حتى تحير الحيرة وبنى سمرقند. وقال سعيد : وهو الذي كسا البيت. وفي الحديث: "ما أدري [ تبع] نبيا كان أو غير نبي. ".

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( وزوجناهم بحور عين : أنكحناهم حورا عينا يحار فيها الطرف ): أي: من بياضها وصفاء لونها. والعين: العظيمة العين.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية