الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 326 ] حرف الحاء



                                                          باب الحاء مع الباء

                                                          ( حبب ) ( س ) في صفته صلى الله عليه وسلم : " ويفتر عن مثل حب الغمام " يعني البرد شبه به ثغره في بياضه وصفائه وبرده .

                                                          ( س ) وفي صفة أهل الجنة : " يصير طعامهم إلى رشح مثل حباب المسك " الحباب بالفتح : الطل الذي يصبح على النبات . شبه به رشحهم مجازا ، وأضافه إلى المسك ليثبت له طيب الرائحة . ويجوز أن يكون شبهه بحباب الماء ، وهي نفاخاته التي تطفو عليه . ويقال لمعظم الماء حباب أيضا .

                                                          ( س ) ومنه حديث علي : " قال لأبي بكر رضي الله عنهما : " طرت بعبابها وفزت بحبابها " أي معظمها .

                                                          ( س ) وفيه : " الحباب شيطان " هو بالضم اسم له ، ويقع على الحية أيضا ، كما يقال لها شيطان ، فهما مشتركان فيهما . وقيل الحباب حية بعينها ، ولذلك غير اسم حباب كراهية للشيطان .

                                                          ( هـ ) وفي حديث أهل النار : " فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل " الحبة بالكسر : بذور البقول وحب الرياحين . وقيل هو نبت صغير ينبت في الحشيش . فأما الحبة بالفتح فهي الحنطة والشعير ونحوهما .

                                                          * وفي حديث فاطمة رضي الله عنها : " قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عائشة : إنها حبة أبيك " الحب بالكسر . المحبوب ، والأنثى حبة .

                                                          [ ص: 327 ] * ومنه الحديث : " ومن يجترئ على ذلك إلا أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي محبوبه ، وكان يحبه صلى الله عليه وسلم كثيرا .

                                                          * وفي حديث أحد : " هو جبل يحبنا ونحبه " هذا محمول على المجاز ، أراد أنه جبل يحبنا أهله ونحب أهله ، وهم الأنصار . ويجوز أن يكون من باب المجاز الصريح : أي إننا نحب الجبل بعينه لأنه في أرض من نحب .

                                                          وفي حديث أنس رضي الله عنه : " انظروا حب الأنصار التمر " هكذا يروى بضم الحاء ، وهو الاسم من المحبة . وقد جاء في بعض الروايات بإسقاط انظروا ، وقال : " حب الأنصار التمر " فيجوز أن يكون بالضم كالأول ، وحذف الفعل وهو مراد ، للعلم به ، أو على جعل التمر نفس الحب مبالغة في حبهم إياه . ويجوز أن تكون الحاء مكسورة بمعنى المحبوب . أي محبوبهم التمر ، وحينئذ يكون التمر على الأول - وهو المشهور في الرواية - منصوبا بالحب ، وعلى الثاني والثالث مرفوعا على خبر المبتدأ .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية