الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون

                                                                                                                                                                                                قرأ ابن مسعود -رضي الله عنه-: "قل هل يصيبنا"، وقرأ طلحة -رضي الله عنه-: "هل يصيبنا" بتشديد الياء، ووجهه أن يكون: "يفيعل" لا "يفعل"; لأنه من بنات الواو، كقولهم: الصواب، وصاب السهم يصوب، ومصاوب، في جمع مصيبة، فحق "يفعل"، منه: "يصوب"; ألا ترى إلى قولهم: صوب رأيه، إلا أن يكون من لغة من يقول: صاب السهم يصيب، ومن قوله: أسهمي الصائبات والصيب، واللام في قوله: إلا ما كتب الله لنا مفيدة معنى الاختصاص; كأنه قيل: لن يصيبنا إلا ما اختصنا الله به بإثباته وإيجابه من النصرة عليكم أو الشهادة ألا ترى إلى قوله: هو مولانا [ ص: 53 ] أي: الذي يتولانا ونتولاه; "ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم"، [محمد: 11]، وعلى الله فليتوكل المؤمنون : وحق المؤمنين ألا يتوكلوا على غير الله، فليفعلوا ما هو حقهم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية