الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية الثانية : قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم [ ص: 19 ] فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب } . فيها سبع مسائل :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى { شعائر } : وزنها فعائل ، واحدتها شعيرة ; فيها قولان :

                                                                                                                                                                                                              أحدهما : أنه الهدي .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : أنه كل متعبد ; منها الحرام في قول السدي ، ومنها اجتناب سخط الله في قول عطاء . ومنها مناسك الحج في قول ابن عباس ومجاهد .

                                                                                                                                                                                                              وقال علماء النحويين : هو من أشعر : أي : أعلم ; وهذا فيه نظر ; فإن فعيلا بمعنى مفعول بأن يكون من فعل لا من أفعل ، ولكنه جرى على غير فعله كمصدر جرى على غير فعله ، وقد بيناه في رسالة الملجئة .

                                                                                                                                                                                                              والصحيح من الأقوال هو الثاني ، وأفسدها من قال : إنه الهدي ; لأنه قد تكرر فلا معنى لإبهامه والتصريح بعد ذلك به .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية