الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون

                                                                                                                                                                                                أنهم : فاعل منع، "وهم"، و"أن تقبل" مفعولاه . وقرئ: "أن تقبل"، بالتاء والياء على البناء للمفعول، ونفقاتهم، ونفقتهم، على الجمع والتوحيد . وقرأ السلمي : "أن يقبل منهم نفقاتهم" على أن الفعل لله -عز وجل- "كسالى" بالضم والفتح، جمع كسلان، نحو: سكارى وغيارى، في جمع سكران، وغيران; وكسلهم لأنهم لا يرجون بصلاتهم ثوابا، ولا يخشون بتركها عقابا فهي ثقيلة عليهم; كقوله تعالى: وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين [البقرة: 45 ] ، وقرأت في بعض الأخبار أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كره للمؤمن أن يقول: "كسلت"، كأنه ذهب إلى هذه الآية، فإن الكسل من صفات المنافقين، فما ينبغي أن يسنده المؤمن إلى نفسه .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت: الكراهية خلاف الطواعية، وقد جعلهم الله -تعالى- طائعين في قوله: طوعا ثم وصفهم بأنهم لا ينفقون إلا وهم كارهون .

                                                                                                                                                                                                قلت: المراد بطوعهم أنهم يبذلونه من غير إلزام من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو من رؤسائهم، وما طوعهم ذاك إلا عن كراهية واضطرار، لا عن رغبة واختيار .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية