الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون

                                                                                                                                                                                                                                        (33 ) يقول تعالى: هل ينظر هؤلاء الذين جاءتهم الآيات فلم يؤمنوا، وذكروا فلم يتذكروا، إلا أن تأتيهم الملائكة لقبض أرواحهم أو يأتي أمر ربك [ ص: 881 ] بالعذاب الذي سيحل بهم ؛ فإنهم قد استحقوا لوقوعه فيهم، كذلك فعل الذين من قبلهم كذبوا وكفروا، ثم لم يؤمنوا حتى نزل بهم العذاب.

                                                                                                                                                                                                                                        وما ظلمهم الله إذ عذبهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ؛ فإنها مخلوقة لعبادة الله ليكون مآلها إلى كرامة الله فظلموها وتركوا ما خلقت له، وعرضوها للإهانة الدائمة والشقاء الملازم.

                                                                                                                                                                                                                                        (34 فأصابهم سيئات ما عملوا أي: عقوبات أعمالهم وآثارها، وحاق بهم أي: نزل ما كانوا به يستهزئون فإنهم كانوا إذا أخبرتهم رسلهم بالعذاب؛ استهزأوا به، وسخروا ممن أخبر به ، فحل بهم ذلك الأمر الذي سخروا منه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية