الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ؛ يعنى به الإبل؛ والنعام؛ لأن النعام ذوات ظفر؛ كالإبل؛ ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما ؛ فقال بعض الناس : " حرمت عليهم الثروب؛ وأحل لهم ما سواها مما حملت الظهور؛ أو الحوايا ؛ وهي المباعر؛ واحدها " حاوية " ؛ و " حاوياء " ؛ وحوية " ؛ أو ما اختلط بعظم ؛ نحو شحم الألية؛ وهذا أكثر القولين؛ وقال قوم : حرمت عليهم الثروب؛ وأحل لهم ما حملت الظهور؛ وصارت الحوايا أو ما اختلط بعظم؛ إلا ما حملت الظهور؛ فإنه غير محرم؛ و " أو " ؛ دخلت على طريق الإباحة؛ كما قال - جل وعز - : [ ص: 302 ] ولا تطع منهم آثما أو كفورا ؛ فالمعنى : " كل هؤلاء أهل أن يعصى؛ فاعص هذا؛ واعص هذا " ؛ و " أو " ؛ بليغة في هذا المعنى؛ لأنك إذا قلت : " لا تطع زيدا وعمرا " ؛ فجائز أن تكون نهيتني عن طاعتهما معا؛ في حال إن أطعت زيدا على حدته لم أكن عصيتك؛ وإذا قلت : " لا تطع زيدا أو عمرا أو خالدا " ؛ فالمعنى أن هؤلاء كلهم أهل ألا يطاع؛ فلا تطع واحدا منهم؛ ولا تطع الجماعة؛ ومثله " جالس الحسن أو ابن سيرين أو الشعبي " ؛ فليس المعنى أني آمرك بمجالسة واحد منهم؛ ولكن معنى " أو " ؛ الإباحة؛ المعنى : كلهم أهل أن يجالس؛ فإن جالست واحدا منهم فأنت مصيب؛ وإن جالست الجماعة فأنت مصيب.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية