الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              كما قال علي رضي الله عنه : " إذا أدركت ذكاة الموقوذة وهي تحرك يدا أو رجلا فكلها " ، وبه قال ابن عباس ، وزيد بن ثابت ; وهو خال عن مانع شرعي يرده ; بل قد أحله الشرع ; فقد ثبت { أن جارية لكعب بن مالك كانت ترعى غنما بالجبل الذي بالسوق ، وهو سلع ، فأصيبت منها شاة فكسرت حجرا فذبحتها ، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأمر بأكلها } .

                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي عن زيد بن ثابت : { أن ذئبا نيب شاة فذبحوها بمروة ، فرخص النبي صلى الله عليه وسلم في أكلها } . [ ص: 26 ] المسألة العاشرة : اختلف قول مالك في هذه الأشياء ; فروي عنه أنه لا يؤكل إلا ما كان بذكاة صحيحة . والذي في الموطأ عنه أنه إن كان ذبحها ونفسها يجري وهي تطرف فليأكلها ، وهذا هو الصحيح من قوله الذي كتبه بيده ، وقرأه على الناس من كل بلد عمره ، فهو أولى من الروايات الغابرة ، لا سيما والذكاة عبادة كلفها الله سبحانه عباده للحكمة التي [ يأتي ] بيانها في سورة الأنعام إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية