الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فأخذتهم الصيحة مشرقين فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل إن في ذلك لآيات للمتوسمين وإنها لبسبيل مقيم إن في ذلك لآية للمؤمنين



                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 167 ] قوله تعالى: إن في ذلك لآيات للمتوسمين فيه خمسة أوجه: أحدها: للمتفرسين ، قاله مجاهد . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله) ثم تلا هذه الآية الثاني: للمعتبرين ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: للمتفكرين ، قاله ابن زيد.

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع: للناظرين ، قاله الضحاك . قال زهير بن أبي سلمى :


                                                                                                                                                                                                                                        وفيهن ملهى للصديق ومنظر أنيق لعين الناظر المتوسم



                                                                                                                                                                                                                                        الخامس: للمبصرين ، قاله أبو عبيدة. قال الحسن : هم الذين يتوسمون الأمور

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 168 ] فيعلمون أن الذي أهلك قوم لوط قادر على أن يهلك الكفار ، ومنه قول عبد الله بن رواحة للنبي صلى الله عليه وسلم


                                                                                                                                                                                                                                        إني توسمت فيك الخير أعرفه     والله يعلم أني ثابت البصر



                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: وإنها لبسبيل مقيم فيه تأويلان: أحدهما: لهلاك دائم ، قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: لبطريق معلم ، قاله مجاهد . يعني بقوله وإنما أهل مدائن قوم لوط وأصحاب الأيكة قوم شعيب.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية