الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب سترة المصلي في السفر حدثني يحيى عن مالك أنه بلغه أن عبد الله بن عمر كان يستتر براحلته إذا صلى

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          12 - باب سترة المصلي في السفر

                                                                                                          372 371 - ( مالك أنه بلغه أن عبد الله بن عمر كان يستتر براحلته إذا صلى ) خيفة أن يمر بين يديه أحد ، ويحتمل أنه استحسان .

                                                                                                          وفي الصحيحين من رواية عبيد الله عن نافع عن [ ص: 543 ] ابن عمر : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض راحلته فيصلي إليها ، قلت : أفرأيت إذا هبت الركاب ؟ قال : كان يأخذ الرحل فيعدله فيصلي إلى آخرته ، أو قال : في مؤخره " وكان ابن عمر يفعله ويعرض بشد الراء يجعله عرضا ، ويعدله بفتح الياء وسكون العين وكسر الدال يقيمه تلقاء وجهه وآخرته بفتحات بلا مد ويجوز المد والراحلة .

                                                                                                          قال الجوهري : النافلة التي تصلح لأن يوضع عليها الرحل .

                                                                                                          وقال الأزهري : الراحلة المركب النجيب ذكرا كان أو أنثى والهاء للمبالغة .

                                                                                                          قال القرطبي : في هذا الحديث دليل على جواز الستر بما يستقر من الحيوان ، ولا يعارضه النهي عن الصلاة في معاطن الإبل لأن المعاطن مواضع إقامتها عند الماء ، وكراهة الصلاة حينئذ عندها إما لشدة نتنها وإما لأنهم كانوا يتخلون بينها مستترين بها .

                                                                                                          وقال غيره : علة النهي عن ذلك كونها خلقت من الشياطين فتحمل صلاته إليها في السفر على حالة الضرورة .




                                                                                                          الخدمات العلمية