الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول [ 71 ]

                                                                                                                                                                                                                                        قال الأخفش : " لا ذلول " نعت ، ولا يجوز نصبه . قال أبو جعفر : يجوز أن يكون التقدير : لا هي ذلول ، وقد قرأ أبو عبد الرحمن السلمي : ( لا ذلول تثير الأرض ) وهو جائز على إضمار خبر النفي تثير الأرض متصل بالأول على هذا المعنى أي لا تثير الأرض ولا تسقي الحرث وزعم علي بن سليمان أنه لا يجوز أن يكون " تثير " مستأنفا ؛ لأن بعده " ولا تسقي الحرث " ، فلو كان مستأنفا لما جمع بين الواو و " لا " . مسلمة أي هي مسلمة ، ويجوز أن يكون " مسلمة " نعتا أي إنها بقرة مسلمة من العرج وسائر العيوب ، ولا يقال : مسلمة من العمل ؛ لأنه لا يصلح سالمة مما هو خير لها . لا شية فيها الأصل وشية حذفت الواو كما حذفت من يشي والأصل يوشي . قالوا الآن جئت بالحق فيه أربعة أوجه : الهمز كما قرأ الكوفيون ( قالوا [ ص: 237 ] الآن ) وتخفيف الهمزة مع حذف الواو لالتقاء الساكنين كما قرأ أهل المدينة ( قالوا الآن ) وحكى الأخفش وجهين آخرين : أحدهما إثبات الواو مع تخفيف الهمزة ( قالوا لآن جئت بالحق ) أثبت الواو لأن اللام قد تحركت بحركة الهمزة ، ونظير هذا : " وأنه أهلك عادا لولا " على قراءة أهل المدينة وأبي عمرو . وقال أبو جعفر : سمعت محمد بن الوليد يقول : سمعت محمد بن يزيد يقول : ما علمت أن أبا عمرو بن العلاء لحن في صميم العربية إلا في حرفين : أحدهما : " عادا لولا " ، والآخر : " يؤده إليك " ، وإنما صار لحنا لأنه أدغم حرفا في حرف ، فأسكن الأول ، والثاني حكمه السكون ، وإنما حركته عارضة ، فكأنه جمع بين ساكنين . وحكى الأخفش : ( قالوا ألآن جئت بالحق ) فقطع الألف الأولى وهي ألف وصل كما يقال : يا ألله . قال أبو إسحاق : " الآن " مبني على الفتح ، وفيها الألف واللام لأن الألف واللام دخلت لغير عهد تقول : كنت إلى الآن ههنا ؛ فالمعنى : إلى هذا الوقت ، فبنيت كما بني هذا ، وفتحت النون لالتقاء الساكنين ( فذبحوها ) الهاء والألف نصب بالفعل ، والاسم الهاء ، ولا تحذف الألف لخفتها وللفرق بين المذكر والمؤنث ( وما كادوا يفعلون ) فعل مستقبل ، وأجاز سيبويه " كاد أن يفعل " تشبيها بعسى .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 238 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية