الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: الذين آتيناهم الكتاب في الكتاب قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنه التوراة والإنجيل ، وهذا قول الجمهور .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني أنه القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي هاء" يعرفونه" ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أنها ترجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله السدي . وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال لعبد الله بن سلام: إن الله قد أنزل على نبيه بمكة " الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم " [ البقرة:147 ، والأنعام: 21] فكيف هذه المعرفة؟ فقال: لقد عرفته حين رأيته كما أعرف ابني ، ولأنا أشد معرفة بمحمد صلى الله عليه وسلم مني بابني . فقال عمر: وكيف ذاك؟ فقال: إني أشهد أنه رسول الله حقا ، ولا أدري ما يصنع النساء .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 15 ] والثاني أنها ترجع إلى الدين والنبي . فالمعنى يعرفون الإسلام أنه دين الله عز وجل ، وأن محمدا رسول الله ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: أنها ترجع إلى القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      فالمعنى: يعرفون الكتاب الدال على صدقه ، ذكره الماوردي .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي الذين خسروا أنفسهم قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنهم مشركو مكة .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني كفار أهل الكتابين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية